عودة إلى “أوغاريت”

أوغاريت
أوغاريت


تشهد محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا عودة أعمال التنقيب في موقع “أوغاريت” الأثري، أحد أبرز المراكز التجارية في العصور القديمة، وتتولى البعثة المشتركة من جامعة بافيا الإيطالية ومديرية الآثار السورية أعمال التنقيب، بإشراف الأكاديمي لورينزو دالفونسو، أستاذ علم الآثار وفن الشرق الأدنى القديم في جامعة بافيا، وبمشاركة طلاب دكتوراه من تركيا وإيطاليا. وتقع أوغاريت على بعد نحو 12 كيلومترا شمال مدينة اللاذقية في منطقة “رأس شمرا”، وكانت من أهم المدن التجارية في شرق المتوسط خلال العصور القديمة.
اشتهرت أوغاريت بما احتوت عليه من أرشيف ضخم يتكون من مجموعات من الألواح الطينية المكتوبة بسبع لغات، بينها الأكادية والآشورية والحثّية، والتي تُعد من أقدم الوثائق التي تسلط الضوء على الحياة الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة.
ووفق وسائل إعلام سورية، يقع تل سمحان قرب موقع أوغاريت، وهو موقع مهم يعود للعصر البرونزي الذي شهد فترة ازدهار أوغاريت، ما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للموقع كمركز متواصل عبر آلاف السنين.
الموقع كان مأهولًا منذ الألف الثاني قبل الميلاد، ويُتوقع أن تسهم نتائج التنقيب في رسم تسلسل زمني دقيق لمراحل السكن فيه، وتوضيح أهميته بالنسبة لأوغاريت.
وتُعدّ مدينة أوغاريت من أبرز المراكز التاريخية في شرق المتوسط، وبلغت ذروة إزدهارها بين عامي 1450 و1195 قبل الميلاد، قبل أن تتعرض للدمار خلال غزوات “شعوب البحر” بين عامي 1196 و1179 قبل الميلاد. هذه الحضارة التي أعطت العالم أجمع اختراع الحرف في أبجدية رأس شمرا
وتعكس الجهود الحالية، بحسب البعثة الأثرية، رغبة السلطات السورية في إحياء التراث الحضاري للبلاد وتعزيز التعاون الأكاديمي الدولي. وتأتي هذه الخطوة بعد عشرات السنوات من سرقة الآثار السورية من النظام البائد وتسويقها في أوربا، وتخريب أكثر من موقع أثري بسبب القصف الوحشي للنظام ضد المعارضة غير الآبه للتراث الحضاري لسوريا، ومن الجحافل الظلامية المسماة ب"داعش" التي دمرت آثار تدمر وذبحت عالم الآثار خالد الأسعد بطريقة بربرية وحشية، إن العودة لإبراز معالم الحضارة السورية يعطي صورة مغايرة لما كانت عليه في عهد النظام المخلوع التي كان ينظر إليها كدولة ترعى الإرهاب وتصنع المخدرات.