في فلسطين وتحديدا في قرية الولجة جنوب القدس لا تزال هناك أقدم شجرة زيتون في العالم والتي يعود تاريخها إلى حوالي 5000 سنة، وقد صمدت هذه الشجرة رغم عاديات الزمن، وتقلبات المناخ، وأهوال الحروب في هذه الأرض المقدسة، محيط جذع الشجرة ضخم يصل إلى 25 مترا وارتفاعها إلى 13 مترا، بينما لا يتعدى ارتفاع باقي الأشجار عن 3 أمتار، بحيث صار لها فروع كبيرة ممتدة في كل الاتجاهات، هذه الشجرة تمثل فلسطين في تشبثها بأرضها حيث مدت جذورها إلى أعماقها. الفلسطيني صلاح أبو علي الذي القائم على هذه الشجرة بأن "هذه الشجرة أصبحت جزء مني وقد أعطيت لفروعها أسماء أولادي".
غير بعيد عن هذه الشجرة بنت دولة الاحتلال جدارها العنصري الذي يفصل العائلات الفلسطينية عن بعضها، لكن الشجرة ظلت شامخة أمام اعتداءات برابرة المستوطنين وجيش الاحتلال الذين يهاجمون الفلسطينيين ويقتلون أبناءهم، وخاصة في هذه الأيام حيث يقع خلالها قطاف محصول الزيتون، فيقتلعون الأشجار ويجرفون الأراضي، ويحرقون المنازل والممتلكات،
وقالت هيئة مقاومة الاستيطان والجدار العنصري التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله إنها سجلت 2350 اعتداء من الجيش الهمجي والمستوطنين البرابرة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر، قرية الولجة نجت حتى الآن من هذه الاعتداءات ولا يزال صلاح أبو علي بأنه من الجيل الثالث الذي يعتني بهذه الشجرة أبا عن جد وهو يجني من زيتونته حوالي نصف طن من الزيتون سنويا الذي يعتبره الذهب الأخضر ويمثل بترول فلسطين، وزيت هذه الشجرة من أفضل الزيوت لأن شجرة الزيتون كلما عمرت كلما كان زيتها أفضل جودة، وأن قيمة زيت هذه الشجرة يفوق قيمة الذهب، فهو أغلى بخمسة أضعاف من الزيت المنتج من الشجرالعادي،
ويطلق عليها الفلسطينيون " الشجرة العجوز أم الزيتون" التي أصبحت معلما تاريخيا يؤمه السياح، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة التين:" والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين"، فجعل من شجر التين والزيتون شجرا مقدسا" في الأرض المقدسة، أرض فلسطين والفلسطينيين الذين يواجهون اليوم أكبر هجمة بربرية لاجتثاث جذورهم في عملية إبادة جماعية، لكن كل محاولات الدولة الصهيونية باءت بالفشل وكأم الزيتون سببقى الفلسطينيون متشبثين بأرضهم صامدين في وجه برابرة العصر الذي دمروا الحجر والشجر والبشر في فلسطين وبقي الفلسطينيون لأن جذورهم عميقة جدا في أرضهم كأم الزيتون.