أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متفاخرا أنه جدد حمام غرفة نوم الرئيس الأمريكي الراحل أبراهام لينكولن، ونشر صورا قبل التجديد وبعده على وسائل التواصل الاجتماعي، في إطار استمراره في إضفاء لمساته على البيت الأبيض.
وقال على منصته "تروث سوشيال": "جددت حمام لينكولن في البيت الأبيض، جُدّد في أربعينيات القرن الماضي بأسلوب بلاط أخضر على طراز آرت ديكو، وهو ما لم يكن مناسبًا على الإطلاق لعصر لينكولن
لقد استخدمتُ رخامًا مصقولا باللونين الأبيض والأسود، كان هذا مناسبا جدا لعصر أبراهام لينكولن. والتفاخر يجب أن لا يكون بنوع الرخام ولون الرخام وهل يليق بعصر لينكولن أم لا، بل التفاخر يجب أن يكون في تخليد ذكرى هذا الرئيس الذي مات مقتولا لأنه أراد تحرير العبيد واندلعت الحرب بين الشمال والجنوب بسبب قرار تحرير العبيد الذين كانوا قد اختطفوا من بلداهم في إفريقيا وقيدوا في السلاسل ونقلوا بالبواخر ليبحروا في المحيط الأطلسي ومن يمرض منهم خلال الرحلة كان يلقى بالبحر لتأكله أسماك القرش أو يلقى في جزيرة منسية من جزر الكراييب، ومن يصل حيا سيقوم بالعمل بالسخرة في حقول القطن والذرة طوال حياته والسوط يلهب ظهره، التفاخر يجب أن يكون بإنهاء تجارة العبيد والعبودية والتمييز العنصري الذي لا يزال يمارس في بلاد العم سام، هذه الفترة المريعة من العبودية عبرت عنها الكاتبة هيريت بيتشر ستو في رائعتها "كوخ العم توم". والتفاخر ليس بالرخام الإيطالي في الحمام، ولكن بنزع القمل من الرؤوس، ففي الوقت الذي كان القمل يسرح في رؤوس الأوربيين وملوكهم كانت حمامات الشام كقصور للنظافة مبنية في تناغم بين نظافة الجسم وحماية صحته في مقصورات متداخلة مختلفة الحرارة، ومغاطس الماء الحار والبارد، وصابون حلب ونابلس الذي اكتشفه الصليبيون أول مرة في بلاد الشام وأخذوا اسمه إلى اليوم في لغاتهم، ومجالس الراحة بعد الحمام حيث يلف جسم المغتسل بالمناشف المعطرة بياسمين الشام، ويقدم له كوبا من الشاي مسترخيا فيخرج منها نظفيا عفيفا معطرا مبلسما يتنفس جسده هواء الغوطة العليل، ففي قصر فرساي الشهير وقصور أوربا عامة لم يكن هناك بيت للاستحمام وكان القمل يسرح في الرؤوس حتى أن الملك هنري الرابع لم يغتسل إلا مرتين في حياته مرة عند ولادته وأخرى عند وفاته ويذكر المؤرخون أن الرائحة التي كانت تنبعث منه تزكم الأنوف، وهذا القمل الذي كان يسرح في الرؤوس انتقل إلى أمريكا بعد أن تخلصت الدول الأوربية من مساجينها ومجرميها في السجون وأرسلتهم إلى الأرض الجديدة التي اكتشفها كريستوف كولومبوس في العام 1492 وحسب نفسه أنه وصل إلى الهند. وهؤلاء المجرمون كانوا المستعمرون الأوائل الذين داسوا أرض الهنود الحمر، وهؤلاء وأحفادهم الذين كان يسري القمل في رؤوسهم قتلوا أكثر من مئة مليون هندي ورسخوا ثقافة "الكاوبوي" رعاة البقر في أمريكا والذين استحموا أول مرة في مياه الميسيسبي. هذه العقلية "الكاوبوية" التي مازالت في الرؤوس بدل القمل ولكن على مستوى العالم كما يمارسها اليوم ترامب المفتخر بحمام لينكولن.