في يوم الصحافة العالمي

يوم الصحافة العالمي
يوم الصحافة العالمي

يصادف يوم الثالث من أيار/ مايو من كل عام يوم الصحافة العالمي، وفي هذا اليوم لا بد من كل من يعمل في هذا المجال، أو له، أن يقوم بتقييم العمل الإعلامي في بلده، ويقارنه بالبلدان الأخرى، وهل من تقدم أو من تراجع. إذ يقول المركز السوري للإعلام وحرية التعبير:" كانت سوريا تاريخيا من اوائل الدول في العالم العربي التي انتشرت فيها الصحافة المطبوعة فقد صدرت اول مجلة مطبوعة سورية عام 1851 بعنوان "مجمع الفوائد" كما تم اقرار اول قانون مطبوعات في عام 1865 وقد شهدت بداية القرن العشرين ثورة حقيقية في الصحافة حيث أصدرت ماري عجمي اول مجلة تعنى بحقوق المرأة في الشرق الاوسط اسمها " العروس " عام 1910 وفي عام 1920 بلغ عدد المطبوعات 31 مجلة و 24 جريدة دورية واستمر هذا الزخم الصحفي الى ان وصل الى أوجه في تاريخ سوريا بعد انجاز الاستقلال في عام 1947 حيث تم اقرار قانون مطبوعات جديد حمل رقم 35 لعام 1949 الذي رفع الكثير من القيود على حرية اصدار و تملك الصحف المستقلة و الحزبية وبلغ عدد المطبوعات في سوريا رقما قياسيا في فترة الخمسينات وصل الى 52 مطبوعة متنوعة الى ان جاءت الوحدة السورية المصرية في عام 1958 حيث كانت واحدة من اقسى اشتراطات عبد الناصر لاتمام الوحدة موائمة الوضع السوري مع الوضع القائم في مصر وذلك اقتضى التضحية بالاحزاب السياسية و بالبرلمان و بالصحافة وانصاعت القوى السياسية السورية لهذه الاشتراطات على اعتبار ان الوحدة اهم من الديمقراطية وشكل ذلك اقسى ضربة وجهت لحرية الرأي و التعبير و الصحافة تلقاها المجتمع السوري بشكل طوعي وفي الفترة التي تلت الانفصال بين عامي 1961 و 1963 استعادت الصحافة السورية حيويتها وعادت الصحافة الى الواجهة مرة أخرى

إلا أن سوريا تحت حكم البعث ونظام الأسد احتلّت عام 2024 المركز 179 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة الذي تصدره منظمة "مراسلون بلا حدود"

 ، وتقييم المنظمة اليوم وبعد قرابة 6 أشهر على سقوط النظام، لم تتقدّم أكثر من مركزين لتحل في المركز 177 عالمياً والأخير عربياً لناحية “حرية الصحافة. وقد أصدرت وزارة الإعلام في الإدارة السورية الجديدة بيانا تؤكد فيه حرصها على حرية الصحافة أكدت فيه:" التزامها بمسار الانفتاح الإعلامي، الذي تكرس فيه ‏حرية التعبير كركيزة أساسية في المشروع الوطني، حيث تعدّ الصحافة ‏شريكاً فاعلاً في ترسيخ الاستقرار، وتعزيز مسار بناء دولة المواطنة والقانون، وأنه انسجاماً مع هذا التوجه تواصل الوزارة تنفيذ إصلاحات تشريعية ‏ومؤسساتية، تهدف إلى إرساء بيئة إعلامية حرة وآمنة، تعزّز المهنية، ‏وتصون السلم الأهلي، وتحتضن التعددية باعتبارها مصدر قوة وثراء ‏للمجتمع.‌‏

وأكدت أن حرية ‏الصحافة لا تنفصل عن المسؤولية، بل تقوم على وعي مهني، يحرص على ‏خطاب متزن يرفض التحريض، ويحمي النسيج الوطني من التهديد والتفكك، ‏داعية إلى ترسيخ ثقافة العمل الإعلامي المسؤول، القائم على الدقة ‏والموضوعية والانتماء للمصلحة الوطنية العليا. ‏

وفي ختام بيانها، توجهت الوزارة بتحية التقدير إلى الإعلاميين السوريين ‏الذين أدوا رسالتهم بشجاعة وإخلاص، وتؤكد أن وفاءهم المهني سيبقى حافزاً ‏دائماً لترسيخ إعلام وطني حر، يعكس ضمير المجتمع، ويواكب تطلعاته، ‏ويسهم في بناء الثقة مع الجمهور، باعتبار الإعلام إحدى الركائز الأساسية في ‏مسيرة النهوض الوطني"

إننا كصحفيين في "السوري اليوم" ملتزمين بحرية الصحافة لأنها الضمان الوحيد نحو الديمقراطية والمؤسساتية وحرية التعبير، ونأمل من وزارة الإعلام أن تفعل ما في وسعها في هذا المجال لتستعيد سوريا ريادتها في هذا المجال الذي يعبر عن تاريخها المضيء كواحدة من أوائل الدول العربية التي أسست لصحافة حرة ومستقلة.‏

”.