أيها السوريون احذروا الفتنة والتفكيك الطائفي

مظاهرة لسوريين يرفعون شعار وعلم الثورة
مظاهرة لسوريين يرفعون شعار وعلم الثورة


لم تتم سعادة السوريين برفع علم الثورة على سارية في الأمم المتحدة حتى شهدنا مخططات فتنة تحاك هنا وهناك، ومؤامرة مفضوحة لم يكتمها وزير الاحتلال بأن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس وتفكيك سوريا. إذا الأمور لا يمكن أن تكون أوضح من ذلك، خاصة وأن هذا التصريح رفده تصريح آخر من زعيم الطائفة الدرزية في دولة الاحتلال بأنه قام بالاتصال بمسؤول عسكري إسرائيلي كبير بخصوص الأحداث التي وقعت في جرمانا، وصرح السياسي اللبناني (درزي) على شاشة المشهد بأنه أيضا اتصل بالزعيم طريف، وحذر" بأنه لو استمرت الاعتداءات على أهلنا في جرمانا والسويداء ستقصفون من الجو، وأضاف أن طائرات مسيرة ستزودها دولة الاحتلال للمسلحين الدروز"، وأصدر الزعيم الروحي حكمت الهجري بيانا انتقد فيه الإدارة الجديدة في دمشق وحملها المسؤولية فيما يجري، وهذا تزامن أيضا مع بيان صادر عن رامي مخلوف أبن خالة المخلوع بشار بأنه تم تجهيز جيش تعداده 150 ألف مقاتل من الطائفة العلوية بقيادة سهيل الحسن "النمر" (الفار)، وإنشاء لجان شعبية تعدادها مليون شخص لحماية الساحل"، وتزامن أيضا مع مؤتمر الحسكة الذي جمع الأطياف السياسية الكردية الذين طالبوا ببيان الاستقلالية ورفض المركزية، وتغيير النشيد والعلم السوريين، وإعادة صياغة الدستور.." بعد أن كانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" قد قامت بالتوقيع على اتفاق مع الإدارة السورية ثم تراجعت عنه. وتأتي أحداث جرمانا وصحنايا والتي أسفرت على قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن والعناصر الخارجة عن القانون بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وترافقت كل هذه الأحداث بالمس بالرسول الكريم محمد (ص) في تسجيل مشبوه ينسب لأحد شيوخ الدروز الذي أشعل موجه عارمة من الاستنكار، كل هذه الأحذاث مجتمعة ليس من شأنها أن تخدم أحدا، فكل من يعتقد أن صب الزيت على نار الفتنة سيخدم مصالح هذا الطرف أو ذاك يكون مخطئا، فإن أول المتضررين سيكون هؤلاء الذين يدعون لتشكيل كيانات منفصلة تحت أي مسمى، ولن تكون بمصلحة سوريا كدولة مستقلة ذات سيادة يتمتع كل فرد فيها مهما كانت انتماءاته العرقية والطائفية. بل لا يخدم سوى دولة الاحتلال التي تلعب بذيلها بإثارة الفتنة والتحريض على الدولة السورية الجديدة، خاصة وأن الإدارة الجديدة رفضت الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام كون كل الدول التي قامت بالتطبيع مع الاحتلال لا يوجد لها أراض محتلة من قبله، بينما الأراضي السورية لا تزال محتلة في الجولان منذ 1967 وتوسع الاحتلال بعد سقوط النظام في مساحات أخرى متاخمة لخط اتفاق فصل القوات 1974، وهذا من حق هذه الإدارة رفضه. ويجب أن نعلم أن التعميم في قضايا الاتهامات للمكونات السورية ليس صحيحا فهناك شرائح عريضة في صلب هذه المكونات ترفض رفضا قاطعا إثارة الفتنة وتفكيك سوريا، بل هي تنادي أيضا بسوريا واحدة موحدة، يجب اليوم الإصغاء إلى صوت الحكمة والعقل، ونبذ الحسابات الخاطئة، خاصة وأن المكون السني في سوريا والذي عانى وحيدا خلال نصف قرن ونيف كل الانتهاكات الجسيمة بحق أبنائه من قتل واعتقال وتدمير وتهجير، ورغم ذلك قامت الإدارة الجديدة بطمأنة كل المكونات السورية وخاصة من كان يخشى عمليات الانتقام، بأنها ستحمي الجميع وفتحت الباب واسعا للمصالحة الوطنية ولم تتعرض لأحد بأذى. سوريا اليوم تتطلع لغد أفضل، وبناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة حيث يتمتع كل فرد فيها بالحرية، والمساواة، والعدالة، فلنحافظ عليها جميعا وليشمر كل منا عن سواعده لبناء ما هدم النظام البائد وليس لمواصلة هدمها وذبح أبنائها وتفكيكها. فلا ننسى شعار الثورة الأول:"واحد، واحد، الشعب السوري