كطائر العنقاء الذي يموت باحتراقه وينبعث من رماده، حاول النظام البائد بعد اندلاع الثورة السورية أن يحرق سورية تحت شعار " الأسد أو نحرق البلد"، ولما كان الشعب السوري قد قال كلمته ولن يتراجع عنها مهما كانت التضحيات استمر بثورته حتى النهاية بين الحرائق، والتدمير،، والقتل، والتعذيب، والتهجير، وعلى عكس كل أعدائها الذين كانوا يتوقعون، وكانوا يخططون لقطع أوصالها وتجزئتها وتقاسمها بالشوكة والسكين، فقد قام السوريون بإسقاط الطاغية يوم أحد،، يوم النصر في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2023، وأعادوا إلى الشام حريتها، وفكوا الأصفاد من معصميها.، وحرروا السوريين من الكابوس الذي كان يقض مضاجعهم. واليوم تقوم من رمادها، ودمارها، وحريقها وألمها.. الشعب السوري بكل فعالياته، وخبراته، ومسؤوليه، يقفون في مواجهة كل التحديات التي تواجه سوريا العظيمة:: الاعتداءات الإسرائيلية، الأمن الداخلي، منع التجزئة والتفكك في الشعب السوري، مواجهة فلول النظام السابق، تحقيق السلم الأهلي، تحقيق العدالة، العمل على رفع العقوبات، دعم الاقتصاد، دعم الليرة السورية، إعادة بناء المؤسسات، إعادة البناء للخراب الذي خلفه النظام البائد، التحضير لعودة كل اللاجئين والنازحين، القبض على كل من أجرم بحق السوريين، إجراء اتصالات دولية وتمتين علاقات سورية مع الدول العربية والأجنبية، وملفات عديدة كلها تحتاج لجهود الجميع، وقد قام السوريون بأعمال تطوعية رائعة في أعمال التنظيف في المدن، وإعادة تألق المدن السورية، ولأول مرة قامت الوزارة الجديدة بالتواصل المباشر مع المواطنين في سابقة لم يشهدها السوريون منذ أكثر من نصف قرن. إذ أشاد سوريون بتفاعل وزراء مع تعليقاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي وتساءل أحد المعلقين على صفحة وزير الاتصالات عبد السلام هيكل عن إمكانية فتح باب التطوع لتقديم المساعدة للوزارة عبر الانترنيت ليرد عليه الوزير قائلا:" أخي محمد شكرا لاقتراحك ومبادرتك قريبا سننشر ألية مبسطة للتواصل المباشر والفعال مع الوزارة، فالخبرات السورية كبيرة وواجبنا أن نعرفها ونتواصل معها لتساعد في طاقاتها تجاه البلد" وفي مشهد آخر طلب أحد المعلقين من وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قنوات في منشور عبر صفحتها على منصة إكس تعديل النبذة الشخصية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة، وفاجأت الوزيرة المعلقين بردها على الطلب مستخدمة كلمة "حاضر" وجرى تعديل النبذة إلى:" وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية الانتقالية الجديدة"
هل كان أي مواطن سوري عادي يتجرأ أن يخاطب وزيرا في العهد البائد الأسود، أو يطلب منه أن يغير مسمى وزارته؟ هذا يشير فعليا أن سوريا العظيمة، سوريا العنقاء تقوم من رمادها، وتنفض عن أكتافها الرماد بكل ثبات وتتطلع إلى غد مشرق لتكون في مصاف الدول المتقدمة بفضل أبنائها البررة الحريصين عليها.