انتقدت روسيا بشدة في اجتماع مغلق للأمم المتحدة هذا الأسبوع الإدارة الجديدة في سوريا، وحذرت من صعود الجهاديين هناك وقارنت بين القتل الطائفي للعلويين والإبادة الجماعية في رواندا، المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا قارن بين أعمال القتل الطائفي والعرقي والإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 عندما تعرض التوتسي والهوتو المعتدلون لمذابح منهجية على يد المتطرفين الهوتو بقيادة الجيش الرواندي وميليشيا تعرف باسم إنتراهاموي. هذه المقارنة لم تكن في محلها من السيد نيبينزيا، فمجازر رواندا اسفرت عن مقتل لا يقل عن 800 ألف شخص، بينما الأحداث التي وقعت في سوريا هي على عكس ما حصل في رواندا فالمعتدي هم فلول النظام على قوات الأمن التي دافعت عن نفسها وعملت على ضبط الأمن وملاحقة الفلول الإرهابية التابعة لنظام الأسد الفار إلى بلادكم، والقتلى من الجانبين لا تتعدى بضع مئات. ونسي السيد نيبينزيا أن الجيش الروسي جاء لينقذ أكبر مجرم في تاريخ سوريا، والعالم وتاجر المخدرات ضد ثورة الشعب السوري الذي طالب بالحرية، ونسي أيضا اأن قوات فاغنر الروسية الإرهابية التي أرسلت إلى سوريا قد قامت بمجازر كبيرة في الشعب السوري، وطائرات السوخوي الروسية التي كانت تنطلق من قاعدة حميميم أدت بحسب توثيقات الدفاع المدني السوري أكثر من 5700 هجوم دمرت بها وقتلت أكثر من 15 ألف مدني بينهم 4056 طفلا أكثر من 1700 إمرأة. وسخّرت روسيا آلتها العسكرية للفتك بالسوريين، مستخدمة سياسة الأرض المحروقة، ومفتخرة بتحويل أجساد السوريين ومنازلهم لساحة حرب لتجريب أسلحتها والترويج لبيعها بعد أن حولت سوريا إلى ساحة لاختبار وتطوير الترسانة العسكرية الروسية، وروسيا لم تخفِ هذا الأمر أبداً بل دأبت على التفاخر بما تعتبره إنجازاً على لسان مسؤوليها، حيث صرّح سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي،" بأن الجيش الروسي جرّب أكثر من 320 نوع سلاح مختلف، خلال عملياته في سوريا" التي قصفت المشافي، والأسواق، والمخابز، والمخيمات، وهجرت الآلاف من منازلهم بعد تدميرها. وقاعدة حميميم التي وافق على بناء الأسد الفار كانت بمثابة المقايضة من موسكو ثمنا لتدخلها لإنقاذ نظامه، واليوم تقول المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا ساخاروفا إن القاعدة استقبلت آلاف العلويين خوفا من القتل، ولكن اليوم يعود هؤلاء إلى ديارهم آمنين مطمئنين ولم يقتلهم أحد بل قوات الأمن هي التي تحميهم. كان من الأجدى للقيادة الروسية أن تكون أكثر واقعية وموضوعية وأن تعتذر عم جرائمها في سوريا بدل أن تطلق تصريحات لا تليق بدولة عظمى لها علاقات تاريخية ووطيدة مع سوريا، وعليها اليوم أن تعتذر للشعب السوري على كل الجرائم التي ارتكبتها وتدفع التعويضات للمتضررين وتبدأ صفحة جديدة في العلاقات مع الإدارة الجديدة على أسس صحيحة وسليمة بما فيه مصلحة الشعبين السوري والروسي.