إعادة بناء قطاع التعليم في سوريا: خطة استراتيجية للنهوض بالمدارس

أطفال سوريون يلعبونامام مدرستهم المدمرة /ارشيف
أطفال سوريون يلعبونامام مدرستهم المدمرة /ارشيف


بعد 14 عامًا من الحرب والدمار، يعاني قطاع التعليم في سوريا من تحديات كبيرة، حيث تضررت العديد من المدارس وفقدت البلاد جزءًا كبيرًا من كوادرها التعليمية. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فإن إعادة بناء التعليم في سوريا تُعد خطوة أساسية نحو إعادة إعمار البلاد وتوفير مستقبل مستقر للأجيال القادمة.

أولوية إعادة تأهيل المدارس وتوفير التعليم في المناطق المتضررة

في إطار جهود إعادة بناء القطاع التعليمي، تبدأ الخطة الوطنية بـ إعادة ترميم المدارس المدمرة في المناطق الأكثر تضررًا، مع التركيز على توفير حلول سريعة ومرنة، مثل المدارس الجاهزة أو المؤقتة لضمان استمرارية التعليم.

كما تهدف الخطة إلى توسيع انتشار رياض الأطفال والمدارس الابتدائية في القرى والمناطق النائية التي عانت من نقص في المنشآت التعليمية. من خلال توفير صفوف دراسية متنقلة أو إنشاء مراكز تعليمية في مناطق مجتمعية، يتسنى للأطفال العودة إلى مقاعد الدراسة بسهولة أكبر.


التعليم الرقمي ودور اليونيسف في الدعم

إلى جانب إعادة بناء المدارس، تُعد سد الفجوة التعليمية وتعويض الأطفال الذين حرموا من التعليم خلال سنوات النزاع من الأولويات. في هذا السياق، تلعب منظمة اليونيسف دورًا محوريًا في دعم وزارة التربية والتعليم السورية لتقديم برامج تعليمية مكثفة، تشمل التعليم الرقمي والتعلم عن بعد في المناطق التي تفتقر إلى المدارس الكافية.


تطوير المناهج وتدريب المعلمين

تسعى سوريا إلى تحديث المناهج التعليمية لتتناسب مع احتياجات العصر الحالي، مع إدخال التكنولوجيا الحديثة كجزء أساسي من العملية التعليمية. كما أن تدريب المعلمين وتوفير برامج تعليمية متخصصة لهم هو خطوة مهمة لضمان تحسين جودة التعليم في هذه المرحلة.


خطة شاملة للنهوض بالتعليم

من أجل استعادة سوريا مكانتها التعليمية، هناك حاجة إلى خطة وطنية شاملة تركز على:


إنشاء هيئة وطنية للإشراف على إعادة إعمار التعليم.

تخصيص ميزانية ثابتة لقطاع التعليم.

إشراك المجتمع المحلي والمجتمع المدني في دعم العملية التعليمية.

تعزيز التعليم المهني لتحسين فرص العمل للشباب.

دور اليونيسف في دعم التعليم في سوريا

تعمل اليونيسف بشكل مستمر مع وزارة التربية والتعليم في سوريا لتوفير الدعم الفني والمالي، بالإضافة إلى مساعدات التعليم وتدريب المعلمين. كما أن اليونيسف تلعب دورًا كبيرًا في توفير المنح الدراسية والمعدات التعليمية، مما يسهم في إعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة، خاصةً في المناطق التي تعرضت للتدمير الشديد

إعادة بناء قطاع التعليم في سوريا هو تحدٍ كبير ولكنه ليس مستحيلًا. مع وجود خطط استراتيجية وتعاون فعال مع المنظمات الدولية مثل اليونيسف، يمكن أن تستعيد سوريا مكانتها التعليمية وتوفر للأجيال القادمة فرصة لبناء مستقبل أفضل.