تفاجأ الشعب الأمريكي بإعلان سيد البيت الأبيض دونالد ترامب بوقف المساعدات التي خصصها الرئيس السابق جو بايدن مع موافقة الكونغرس لإرسال شحنات كبيرة من الواقي الذكري لرجال غزة والتي تبلغ قيمتها 50 مليون دولار سنويا. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء “لقد تمكنا من تحديد وإيقاف 50 مليون دولار كانت ترسل إلى غزة لشراء الواقيات الذكرية لحماس. لقد استخدموها كوسيلة لصنع القنابل”.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2021 إن حماس والجماعات الأخرى لديها تاريخ في إطلاق البالونات الحارقة تجاه إسرائيل بواسطة “الواقيات الذكرية”،. المساعدات في الواقع، بعيدا عن هراء نتنياهو والإداراة الامريكية كان هدفها تحفيز الغزيين على تحديد نسلهم، كوسيلة للقضاء عليهم تضاف إلى القنابل الذكية ذات الأوزان الألفية من الأرطال، وخلافها من القنابل الذكية والغبية الأقل وزنا، وللمرة الأولى يسمع الشعب الأمريكي أن الضرائب التي يدفعها يذهب قسم منها لإرسال واقيات ذكرية أو حبوب منع الحمل لأهل غزة، فالغزيون كانوا أحوج بكثير إلى الغذاء والماء من الواقيات الذكرية. لكن لا الواقي الذكري، ولا القنابل الذكية والغبية منعت نساء غزة من الحمل، فقد شاهد الملايين من الناس حول العالم صور الطوفان البشري العائد إلى بيت حانون، وبيت لاهيا، وغزة من جنوب القطاع بعد أن سمحت دولة الاحتلال بالعبور من محور نتساريم، ولوحظ أن من بين هذا الطوفان نساء حاملات، وأطفالا خدج، ورضع، وصرح أحد الغزيين وهو يجر دراجة هوائية تحمل طفلين قائلا: نزحنا بطفل وعدنا بطفلين. وهذا دليل قاطع على أن الغزيين يعوضون عشرات الآلاف من ضحاياهم التي قضوا تحت قصف القنابل الذكية والغبية، بولادات جديدة، والليل حجاب، وهذا يعني أنهم أفشلوا خطة بايدن بإبادتهم بالقصف، وتحديد النسل، وهذا ما يتناقض كليا مع قرار ترامب، فمنع هذا النوع من المساعدات سيزيد من الإنجاب، بل ووقع في تناقض التناقض في قرار آخر بترحيل أهل غزة إلى مصر والأردن، أو ألبانيا وأندونيسيا حسب بعض المصادر، لكن سرعان ما كذبت تيرانا هذا الخبر، ورفضته كل من مصر والأردن، وهذا التفكير في طرد شعب كامل من أرضه ليهدى لدولة الاحتلال وتوسعها لأن مساحتها صغيرة كما صرح ذات يوم، هو تفكير ينم عن استخفاف بالشعوب، وازدراء للإنسانية، وظلم الفلسطينيين لإسعاد دولة الاحتلال المتهمة اليوم بجرائم حرب، وضد الإنسانية، وبالإبادة الجماعية، وسيؤجج الصراع في الشرق الأوسط، وينذر بحروب جديدة لا تبقي ولا تذر. وهذا المبلغ الذي استقطع من المساعدات ربما من الأجدى أن يستخدم في تطوير حبوب لرفع مستوى ذكاء مثل هؤلاء الرؤساء لتحاشي رمي هذا العالم في مآس وويلات البشرية بغنى عنها.