وقفة تحد وعزة من مارون الراس إلى غزة

سيدة لبنانية تقف متحدية أمام الميركافا الاسرائيلية في مارون الراس جنوب لبنان
سيدة لبنانية تقف متحدية أمام الميركافا الاسرائيلية في مارون الراس جنوب لبنان


في مارون الراس في جنوب لبنان وقفت امرأة لبنانية وقفة تحد أمام الميركافا الإسرائيلية المحتلة أراضي لبنان في الجنوب وتصرخ في من بداخلها: "هذه أرضنا"، في الوقت الذي قامت فيه قوات دولة الاحتلال بالتصدي لآلاف اللبنانيين العائدين إلى قراهم في الجنوب بعد تهجيرهم منها وقتل وإصابة العشرات منهم. وفي الجانب الآخر في غزة الغزة رفض الفلسطينيون خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن. هذا التناغم الصهيو ـ أمريكي ـ إسرائيلي في التآمر على لبنان وفلسطين لاحتلال أراضيها ينم عن مؤامرة كبرى بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، بعد الهزيمة الكبرى التي منيت بها دولة الاحتلال في غزة بعد 476 يوما من الحرب التي دمرت فيها ما استطاعت تدميره، وقتلت من الشعب الفلسطيني عشرات الآلاف بهدف تهجير الغزيين وكسر إرادتهم وإعادة احتلال القطاع باءت كل محاولاتها بالفشل الذريع، وما اتفاق تبادل الأسرى وتحرير السجناء الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية، وصور الافراج عن المجندات الإسرائيلية لخير دليل على ذلك. لقد فشل ترامب في دورته الأولى في تطبيق صفقة القرن رغم كل المحاولات البائسة التي كان من شأنها وأد القضية الفلسطينية، وتحويلها من قضية تحرر إلى قضية إنسانية تحل بحفنة مليارات من الدولارات، وبكيان هش من حكم ذاتي تتحكم به إسرائيل، أمنيا واقتصاديا وسياسيا. اليوم يحاول الرئيس "المصارع" في دورته الثانية أن يعيد الكرة بمشروع الترانسفير الفلسطيني وتهجير ملايين الفلسطينيين في الوقت الذي يرفض هجرة المكسيكيين إلى أمريكا ويعيدهم بطائرات إلى بلدهم، بل ويريد ضم كندا (ثاني أكبر دولة مساحة في العالم بعد روسيا)، واحتلال قناة بنما، وشراء جزيرة غرينلاند من الدانمارك، ورفع نسبة الضرائب على المنتجات المستوردة من أوربا وكندا، ويطالب السعودية باستثمارات برقم فلكي تصل إلى بليون دولار، وكل هذه المشاريع "الترامبية" التي تجسد الإمبريالية الأمريكية في أبشع صورها تم رفضها رفضا قاطعا من قبل المعنيين بها. فغطرسة القوة، والعنجهية، وفرض الهيمنة ليس من شأنه إحلال السلام كما يدعي بل سيؤجج الصراعات، ويحرض على الحروب، وزيادة المآسي في العالم، خاصة وأن الصين الغريم الأول لأمريكا تجلس في مقعد مريح تراقب المشهد وتنسج تحالفا مع روسيا وكوريا الشمالية ودول البريكس وتتمدد في إفريقيا بهدوء وتحث دولها على طرد القوات الأمريكية والفرنسية وقد نجحت في ذلك في أكثر من دولة. لم يع الرئيس "المصارع" الذي حلق شعر خصمه في العام 2007 على حلبة مصارعة أن، الحلبة العالمية لصراع الدول والإرادات هي أكبر، وأخطر بكثير من حلبة اتحاد المصارعة الأمريكية، لأن مثل هذه السياسات غير المحسوبة ستجر الويلات على أمريكا نفسها، بعد أن يقف ضدها أعداؤها وحتى حلفاؤها.