حقائق تكشفت عن العدوان على غزة العزة

إمرأة فلسطينية ترفع علامة النصر في غزة
إمرأة فلسطينية ترفع علامة النصر في غزة


بعد خمسة عشر شهرا من العدوان الصهيوني السافر على غزة العزة تكشفت حقائق ربما لم تكن واضحة تماما في إذهان العالم أجمع بشكل عام والعرب بشكل خاص. فعلى المستوى العالمي كانت الحقيقية الأولى أن معظم الشعوب غربا وشرقا ترى دولة الاحتلال من خلال الغشاوة التي وضعتها الصهيونية العالمية على الأعين بأنها الدولة التي تحمي اليهود المساكين ضحايا الهولوكوست من "الإرهابيين" الفلسطينيين، وأنها الدولة الديمقراطية المحاطة بدول ديكتاتورية تريد تدميرها. هذه الصورة النمطية زالت من أمام الأعين التي رأت بوضوح أن هذه الدولة تقود حرب إبادة ضد شعب يعاني من الاحتلال والقتل والتدمير منذ زهاء ثلاثة أرباع قرن، وأنها دولة عنصرية، وعدائية، وتوسعية. وقد هبت هذه الشعوب لنصرة المظلومين بمظاهرات حاشدة عمت كل مدن الغرب والشرق.
الحقيقة الفاقعة الثانية هي أن أمريكا المدعية بأنها راعية حقوق الإنسان وأول ديمقراطية في العالم، بأنها شريكة دولة الاحتلال في حرب الإبادة وأن رئيسها الذي صرح بأنه "كان يجب اختراع إسرائيل لو لم توجد" بأنه شارك في قتل الفلسطينيين، والسوريين، واللبنانيين، واليمنيين، بتزويده دولة الاحتلال بكل الذخائر والأسلحة والمال لتستمر في حرب الإبادة لشعب يتطلع للحرية والاستقلال وبناء دولة اعترفت بها معظم دول العالم. وتبين أيضا أن دولا أوربية (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا) حذت حذو الراعي الأمريكي في تزويد دولة الاحتلال بألة القتل.
الحقيقة المخزية الثالثة أن الدول العربية وجامعتها، والدول الإسلامية ومنظمتها وقفت متفرجة من خلف الأبواب على مجزرة شعب عضو في هذه الجامعة، وهذه المنظمة، بل أن بعض هذه الدول وقفت مع الجلاد ضد الضحية، بل ومنعت حتى رفع العلم الفلسطيني، ومظاهرات التأييد لفلسطين، ومنعت دخول المساعدات إلى غزة، في الوقت الذي وقفت فيه دول لاتينية، وإفريقية، وآسيوية، وحتى أوربية مع الحق الفلسطيني وقامت بجهود جبارة قضائية في محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية لإدانة دولة الاحتلال بارتكابها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية. ومنها ما قطع علاقاته الدبلوماسية مع هذا الكيان.
الحقيقة الرابعة هي أن شعب الجبارين، هذا الشعب المناضل، العنيد، الصنديد، وقف أمام آلة القتل الصهيو ـ أمريكية ـ أوربية خمسة عشر شهرا بأسلحة فردية، وعبوات ناسفة، أمام طائرات، ودبابات، ومدافع، وقنابل ذكية تزن قناطير متفجرات، ومسيرات، ومئات آلاف الجنود المدججين بالأسلحة، ودعم كل مخابرات الغرب. ورغم ذلك لم يستطع كل هؤلاء على كسر عزيمة وصلابة الشعب الفلسطيني رغم محنته، ولا على حتى تحقيق "النصر المؤزر" ولا استعادة الأسرى، ولا القضاء على المقاومة كأهداف معلنة لهذه الحرب. في الوقت الذي لم تصمد دول عربية أمام عدوان حرب 67 سوى ستة أيام، وفي اليوم السابع كانت الهزيمة التي يعاني منها الفلسطينيون أنفسهم بسبب هذه الهزيمة، وكل الشعوب العربية.
الحقيقة الخامسة هي أن النصر اليوم هو للشعب الفلسطيني البطل، المعطاء، الذي قدم عشرات آلاف الشهداء للدفاع ليس فقط عن أرضه بل للدفاع عن كل الشعوب العربية وأراضيها لأن دولة الاحتلال لا تهدد فلسطين فقط بل كل الشرق الأوسط ولم يخفها زعماؤها بتصريحاتهم وخرائطهم، وعدوانهم المستمر على دول الجوار وسوريا، ولبنان، ومصر، والأردن مثالا.
السوري اليوم يثمن نضال الشعب الفلسطيني ويشاركه بفرحته، ولا تكتمل هذه الفرحة إلا بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أراضيها.