يستقبل السوريون عامهم الجديد بفرحة، وأمل، وتنسم الحرية، بعد سنين القهر، والعذاب، والتشرد، سماء سوريا ستكون شمسها أسطع، وقمرها أنور، ونجومها ألمع. بعد أن تخلصت من ذيل الكلب بشار الفار الذي لم يتبق وصف من الأوصاف الرزيلة إلا ونعت به. الخبير الروسي أليكسي مالاشينكو وصفه "بذيل الكلب"، ودونالد ترامب وصفه ب "الحيوان"، وتهافتت الأوصاف الأخرى تنعته ب: بالمجرم، السفاح، الطائفي، الديكتاتور، الطاغية، تاجر المخدرات، مدمر سوريا،.. فخرج "كامل الأوصاف" لرجل امتهن كل الصفات المنحطة التي يمكن أن تجتمع في رجل واحد، فهذا "الحيوان" حسب وصف ترامب اعتقد أن الوصف الذي يليق به: "الأسد إلى الأبد"، ولم يتعظ ممن سبقوه من طفاة العرب والعالم، فطاغية اليمن مات مقتولا برصاصة حوثيه، وديكتاتور ليبيا مات مقتولا برصاصة مجهولة، وديكتاتور تونس فر من القتل ومات في السعودية، وفي سورية قتل قبله حسني الزعيم، وأديب الشيشكلي، وفي العالم قتل موسوليني شنقا، وهتلر انتحارا، وسوموزا قتلا، وباتيستا قتلا... والقائمة طويلة وكلها تؤكد أن الطغاة تلاميذ غير نجباء للتاريخ، لأنهم تجاهلوه تقاطروا الواحد تلو الآخر إلى مزبلته، وبشار الفار الذي ترك خلفه إرثا ثقيلا جدا من الجرائم والفساد والخراب، لن ينساه التاريخ، ولن ينساه السوريون هو وكل من أجرم بحق سوريا وشعبها من عائلة الأسد الفارين الذين كانوا يخططون لحكم سوريا إلى الأبد. لقد أثبت الشعب السوري العظيم أنه ورغم كل الجرائم التي ارتكبها طغاة عائلة الأسد وزبانيتهم بحقه، ورغم السجون، والمقابر الجماعية، والبراميل المتفجرة، والأسلحة الكيماوية، والقتل تحت التعذيب، والتذويب بالأسد، وهصر العظام بالمكابس، والتجويع، والتشريد، استطاع بعد صبر نصف قرن ونيف، ومقاومة عقد ونيف تحقيق النصرالمؤزر، وكنس الطاغية الفار ببضعة أيام بعد تطهير كل المدن السورية من رجسه. وهذا الشعب العظيم الذي استطاع هزيمة الطغيان قادر اليوم أن يعيد بناء سوريا دولة وشعبا، دولة تحترم المواطن، وتحقق العدالة والمساواة، والحرية، وتكون قدوة ونبراسا لكل الشعوب المضطهدة في العالم، والشعب السوري أراد الحياة لأن على أرض سوريا ما يستحق الحياة.، و "في دِمَشْقَ
ينامُ الغريبُ
على ظلّه واقفاً
مثل مِئْذَنَةٍ في سرير الأَبد"