بعد أربع عشرة سنة من ثورة سوريا العظيمة ضد الطغيان البهرزي الوحشي، استطاع السوريون الذين سلط النظام البائد الهارب جيشه، ومخابراته، وشبيحته، وزعرانه من إسقاطه بعد أن حكم سوريا بالحديد، والنار، وسفك الدماء، وجلب كل زناة الليل من ميليشيات طائفية حركها نظام الملالي الفارسي لإنقاذ الطاغية الذي كاد أن يهوي، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، فالنظام البائد الهارب كان قد وفر للفارسي أرضية خصبة ليمد أذرعه في سوريا كما مدها في العراق ولبنان واليمن، وليجعل من سوريا مركزا لقواعده العسكرية، ومواطيء قدم لنشر التشيع. وقد قدم للنظام أكثر من 50 مليار دولار كديون تحت بند المساعدات، والنفط (بعد أن سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على النفط السوري بدعم أمريكي)، وأنضم فيما بعد الروس إلى الفرس لإسناد النظام وإخماد جذوة الثورة، فبنوا أيضا قواعد لطائراتهم لقصف السوريين. ولم يقتصر على هؤلاء بل دخل بنو صهيون في عمليات قصف مستمر لمواقع فارسية، وحزب الله، وبالطبع فإن سقوط هذا النظام "الدانة في عقد محور المقاومة" ضرب كل مخططات مدنسي الأرض السورية، وظهرت خيبة الأمل في المواقف المعلنة لبني فارس وبني صهيون، إذ قامت حكومة الملالي بقطع تزويد النفط للنظام الجديد، (فقامت المملكة العربية السعودية مباشرة بإصدار قرار بتزويد سوريا بالنفط وهي تشكر على هذا الموقف) وطالبت بديونها التي أغدقت بها على المخلوع الهارب. ونسيت حكومة الملالي أن الشعب السوري يطالبها بدماء عشرات الآلاف من القتلى التي تلطخت أيدي ميليشياتهم، والحرس الثوري، وحزب الله بها، وكيف أن حزب الله عندما حاصر بلدة مضايا ومنع دخول الطعام إليها ومات الأطفال جوعا وبردا، ونسيت حكومة الملالي المجازر المريعة التي ارتكبها زعرانهم الطائفيين بقرى وبلدات سورية كانت تناصر الثورة، فهل يعتقد الفرس أن دماء السوريين كالماء بخسة الثمن، فاليوم نحن نطالب بتعويضات لدماء السوريين التي لا تقدر بثمن، والأموال التي دفعت للساقط الهارب كانت للإيغال في دماء السوريين. بنو صهيون المتضررون أيضا من الثورة السورية لأسباب عدة منها أولا خسارة حليف مضمون يخدم مصالحها، وقوفها ضد أي محاولة بناء دولة ديمقراطية في سوريا، لأنها تخطط لتحويلها إلى كانتونات طائفية ضعيفة وعميلة، استغلوا فرصة سقوط حليفهم للاعتداء على الأراضي السوري واحتلال قمة جبل الشيخ والشريط الحدودي والاعتداء على السوريين في الجولان. فأعداء سوريا الثورة كثر، من عرب، وروم، وعجم، لكن قافلة الثورة بعزيمة أبناء سوريا المصممين على بناء سوريا الجديد القائمة على ضمان الحريات، وبناء المؤسسات، والتقدم العلمي، والثقافي، والتقني، والفني لتكون منارة الشرق كما كانت دائما، فحلب أقدم مدينة في العالم، ودمشق عاصمة الأمويين، أقدم عاصمة حكمت العالم لمدة قرن، وساحة الأمويين رمز الثورة والثوار شاهدة على ذلك، وعلى بني فارس، وبني صهيون أن يعيدوا حساباتهم فالشعب السوري يقول اليوم كلمته ولا يهاب الصعاب، كما يقول شاعرنا العظيم الذي كان يصدح في قلعة حلب.
وسوى روم خلف ظهرك روم فعلى أي الجانبين تميل