ريف دمشق – دروشا | الخميس 1 آب 2025
في مشهدٍ عكس روح التآخي والتسامح، شهدت بلدة دروشا في منطقة قطنا بريف دمشق اليوم مراسم عقد راية صلح بين عدد من عشائر الجولان، وذلك بحضور محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، ومسؤول لجنة السلم الأهلي، وعدد من وجهاء العشائر والمسؤولين المحليين، إلى جانب حضور جماهيري واسع من أبناء المنطقة.
ويأتي هذا الصلح في إطار الجهود الرسمية والمجتمعية لتعزيز السلم الأهلي، وطيّ صفحة الخلافات القديمة بين العشائر، في ظل التحديات التي تمرّ بها المنطقة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي. وقد سادت أجواء اللقاء مشاعر العفو والمصالحة، وسط تأكيد الحضور على أهمية "الوحدة والتكاتف" في الحفاظ على الاستقرار المجتمعي.
وأكد محافظ ريف دمشق في كلمته أن هذا الحدث "يعكس إرادة السوريين في تجاوز الخلافات، ويمثل خطوة مهمة في ترسيخ الاستقرار المحلي"، مشددًا على دعم الدولة لأي مبادرة تسهم في تقوية النسيج الاجتماعي.
كما عبّر وجهاء العشائر المشاركون عن التزامهم بمبادئ التسامح ونبذ العنف، مشيرين إلى أن راية الصلح المرفوعة اليوم "ليست فقط نهاية لخلاف، بل بداية لمرحلة جديدة من العمل المشترك والمصالحة الحقيقية".
دلالات الحدث في هذا التوقيت
يُعد عقد هذا الصلح في هذا التوقيت مؤشراً على تحولات تدريجية في المشهد المجتمعي في الجنوب السوري، لاسيما مع تنامي المبادرات الأهلية لإعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع المحلي، بالتوازي مع محاولات الدولة تعزيز حضورها في مناطق شهدت في السابق توترات أو فراغًا أمنياً.
كما أن توقيت الصلح يتزامن مع تصاعد الضغوط الاقتصادية والمعيشية، ما يجعل من التكاتف الأهلي مطلبًا ضروريًا لتخفيف الأعباء المجتمعية ومواجهة التحديات بشكل جماعي.
ويُنظر إلى هذا اللقاء أيضاً كرسالة سياسية داخلية مفادها أن الاستقرار الأهلي بات أولوية مشتركة بين الدولة والمجتمع، وأن التماسك المحلي هو ركيزة لأي مسار إصلاحي أو تنموي مقبل.