بالأمس قامت دولة الاحتلال بأكثر من 150 غارة على مواقع سورية ودمرت طائرات ورادارات وأسلحة استراتيجية، ثم قامت بقصف مرفأ اللاذقية ودمرت قطعا من أسطول البحرية السورية، هذا العدوان السافر جاء بعد قصف المربع الأمني والبحوث في أول يوم من تحرير دمشق، وألغت اتفاق 74 لفك الاشتباك، ودخلت في الأراضي السورية، واحتلت قمة في جبل الشيخ، وهذا الاعتداء السافر يعني أن هذه الدولة المارقة، التي تعربد في فلسطين، ولبنان، وسوريا، لا أحد يردعها، وتفعل ما تريد. بالأمس كانت تقصف مواقع تقول بأنها تابعة لحزب الله، أو لإيران، أما اليوم وبعد رحيل الحزب وإيران، ما المبرر لقصف أهداف سورية؟ دول الاحتلال تقول إنها تخشى وقوعها بأيدي أعدائها، وبما أنها في عهد الفار بشار الأسد لم تقم بمثل هذا العمل فهذا يعني أن نظام الفار لم يكن من أعدائها ولا يهددها. والواقع هو أن هذه الدولة المارقة التي تعمل على، حسب قولها، حماية مواطنيها لا تبحث سوى عن الهيمنة على جيرانها واحتلال المزيد من الأراضي، فهي تعمل على ضم الضفة وغزة، واحتلت مزارع شبعا، واحتلت الجولان واليوم تتقدم في مساحة الاحتلال في الأراضي السورية، فكيف نفسر أنه وخلال أكثر من أربعة عقود لم تتقدم سنتيميترا واحدا الجولان واليوم تخترق خط الهدنة؟ وكيف نفسر قصفها للمربع الأمني سوى أنها تريد طمس كل الوثائق التي تكشف كل الاتفاقات مع النظام البائد، وأسماء المتعاونين معها. اليوم المطلوب الرد على كل اعتداء على سيادة سوريا، وحماية أراضيها وحدودها، ووحدتها، ومواجهة خطر التقسيم، وأخذ الحيطة والحذر من مخططات ضرب إعادة اللحمة بين مكونات الشعب السوري التي تبتها الثورة، فأعداء سوريا الثورة كثر، ويتربصون بها شرا، وفلول النظام لا يزالون متخفين، وربما يعملون في الخفاء، لقد آن الأوان ليعيش الشعب السوري بعد أكثر من نصف قرن من الآلام والعذاب والهوان بأن يعيش حرا، سعيدا، شامخا، مرفوع الرأس، وأن يفسح له المجال لإعادة إعمار بلاده، ويبذل ما في وسعه لتقدمها وازدهارها. اليوم يجب علينا جميعا أن نعمل سويا، ويدا واحدة في طي صفحة الآلام، والظلم، والظلام، والسير في ركاب التقدم بالعلم والعمل لنجعل من سوريا بلد العزة، والكرامة، والفخر، ونحن قادرون على ذلك في ظل نظام سياسي منفتح، متعدد، يضمن المساواة، والحريات، ويقيم العدل بحماية القانون، ويحترم المؤسسات، ويقضي على الفساد، والمحسوبيات، والارتهان للخارج، هذا هو أملنا، وهذا هو مطلبنا.