الشعب السوري قال اليوم كلمته بعد نصف قرن ونيف من ظلم وإجرام عائلة الأسد، ومن والاها، اليوم هو يوم تاريخي سطره أبناء سوريا الأبرار بدمهم، هذا اليوم الثامن من كانون الأول 2024 هو يوم الحرية، يوم الانعتاق، يوم جديد في تاريخ سورية وحياة السوريين، اليوم قام الشعب السوري العظيم بفك القيود والأغلال، وأنهى نظام الإجرام، والطائفية، والفساد، نظام الكيماوي، والكبتاغون، و"والأسد إلى الأبد". اليوم هو عرس الحرية، عرس الشروق الجديد على قاسيون، وقلعة حلب، ونواعير حماة، ومسجد خالد بن الوليد في حمص، وعلى كل معلم من معالم المدن السورية الأبية، لم ينقص في هذا العرس العظيم سوى دمشقي يصرخ " الأسد هرب، الأسد هرب" كما صرخ تونسي في يوم انعتاق الشعب التونسي من طاغيته "بن علي هرب". لقد هرب الطاغية إلى وجهة غير معلومة ولكن ستعلم فيما بعد، وهروبه هذا لن يضعه في مأمن لأن الشعب السوري سيطالب بتسليمه لمحاكمته لينال العقاب الذي يستحق على كل ما اقترفت يداه وأيادي زبانيته وجلاديه، لن ينسى أهل حماة المجزرة الكبرى، ولا أهالي الغوطة مقتل أطفالهم بالكيماوي، ولن تنسى كل عائلة فقدت غزيزها في غياهب سجون الطاغية. اليوم هو يوم التطلع إلى المستقبل أيضا، مستقبل سوريا العظيمة وإعادة بنائها بسواعد شبابها وشاباتها، سوريا المشرقة، سوريا المنفتحة على رحاب الازدهار، سوريا دولة المؤسسات والديمقراطية، سوريا الحاضنة لكل أبنائها، سوريا الشعب الملتحم، القادر على الدخول في مسالك ومعارج الحضارة والتقدم من أوسع الأبواب، سوريا الواحدة الموحدة، سوريا التي ستسترجع أبناءها من الشتات بعد أن تقطعت بهم السبل ليعودوا إلى قراهم ومدنهم ودفء بيوتهم، سوريا القادرة على تخطي الصعاب، والتئام الجراح، اليوم يحق لكل سوري أن يصرخ بحرية ليعيد إلى إذهان كل من شكك في ثورته ووقف في وجهها، وحاول بشتى الوسائل مساندة نظام جائر، مهلهل، خشية منها، بأن الشعب السوري واحد، وحر. وقادر مهما طال الزمن على رمي طغاته في مزبلة التاريخ. فهنيئا لشعبنا العظيم، هنيئا على هذا اليوم التاريخي. هنيئا يا أبناء سوريا فاليوم هو يومكم.