أذا الشعب يوما

صورة لبشار الأسد
صورة لبشار الأسد

بعد ثلاث عشرة سنة من انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الإجرام والطائفية والفساد والخيانة، وكل الويلات التي عاناها، والمآسي القاسية، والتشرد، واللجوء في أركان الأرض الأربعة يقف اليوم هذا الشعب الجبار بقضه وقضيضه ضد هذا النظام الجائر الذي جلب كل زناة الليل إلى سوريا لتنقذ نظامه، "سوريا العظيمة" كما قالتها العظيمة مي سكاف تنتفض اليوم لكرامتها وعزتها وحريتها لتجلي أيام أكثر من نصف قرن من الإجرام الأسد بحق سوريا والسوريين. هذا الشعب العظيم الذي عانى ما عانى اليوم يستعيد حريته بيده لتعود سوريا العظيمة على عظمتها، وتكنس نظاما جائرا لم يفهم دروس التاريخ، فكل مستبدي العالم كان مصيرهم مزبلته، وعائلة الأسد لن تشذ عن القاعدة فنهايتها في هذه المزبلة. اليوم تتساقط المدن السورية واحدة تلو الأخرى في أيدي المقاومة المسلحة دون إراقة دماء، ولا تدخل في حالات انتقام، ولا تشفي ممن اثخنوا في جراح السوريين، بل يعيدون شعار الثورة الأول:"واحد، واحد، الشعب السوري واحد"، حتى الطائفة العلوية التي ساند معظمها النظام وبدأ عناصرها يفرون من المدن المحررة نحو الساحل السوري، جاءتهم تطمينات المعارضة بأنهم بأمان، فكل من دخل داره فهو في أمان. اليوم أيقنت كل الدول التي كانت تساند النظام أنها لن تكون قادرة على مواجهة هذا الشعب الذي دفع أنهارا من الدماء، واليوم جاء يوم الحساب، وكل من حاول إعادة الكرة بدعم النظام سيكون مشاركا في جرائمه، وعلى كل من أحتل جزء من سوريا من الدولة الخارجية عليه أن يسحب قواته وعناصره كما تفعل إيران، وكل من حاول من بعض الدول العربية اللعب من وراء الستار ستفشل كل محاولاته. اليوم ،سوريا للسوريين، وسوريا التاريخ هزمت دائما غزاتها. أما هذا النظام المهلهل، ورئيسه الفاقد لكل شرعية ليس أمامه سوى حلين: الفرار إلى بلد يقبل باستضافته، أو محاولة الاحتماء بالساحل السوري ودعوة مؤيديه لحمايته، وهنا يكون قد ارتكب خطأ لا يغتفر بزج سوريا مرة أخرى في حرب لا هوادة فيها، فسوريا لن تقبل التجزؤ وكل من حاول تجزئتها سينال جزاءه. فهذا الشعب العظيم قال كلمته: إذا الشعب يوما أراد إسقاط النظام.