في مثل هذا اليوم من شباط عام 2021 ، كانت انطلاقة السوري اليوم ثمرة جهود عدد من الصحفيين السوريين في بلدان الشتات في العالم، جمعتهم مهنة الصحافة، والقيم والمبادئ والمهنية لإطلاق موقع إلكتروني إخباري يتناول كل ما يتعلق بأبناء وطنهم، من أحداث داخلية أو خارجية، وتغطيات صحفية معنية بالشأن الانساني، وتناول ما يدور في الأروقة السياسية.
بدأت الفكرة وتُرجمت إلى استراتيجة وخطة عمل قمتُ بوضعها وإدارتها مع فريق من الزملاء، كلٌّ من موقعه، سواء صحفيين أم فنيين، لم يتقاض أي زميل أي راتب أو مقابل مادي، بل كان العمل على قدم وساق "تطوعاً" ليكون موقع "السوري اليوم" لسان كل مواطن سوري بصرف النظر عن دينه أو طائفته أو قوميته، وصوت الحقيقة، و الأمل الذي يحلم به السوريون.
كل هذا العناء أملاً في أن يجد كل مواطن سوري ذاته في هذا المنبر، يجد قصته وحلمه، يستذكر بيئته وذكرياته من خلال مشاهدٍ من مقالات أو مواد صحفية تتكلم عن عاداته وتقاليده التي لم يتعرف عليها أبناؤه اليوم، واعتقد أن هذه قضية تستحق أن يناضل من أجلها أي سوري، وما أعنيه هنا الحفاظ على الهوية السورية.
عقدنا العزم على أن يكون "السوري اليوم" هو "منصة وطن" يجمع أبناءه المشتتين في بقاع العالم، منصة تضيء على نجاحات أبنائه وتحاكي أوجاعهم، وتنير فكرهم في المزاحمات السياسية والاقتصادية الراهنة، تعمل على ترسيخ ثقافتهم وهويتهم للأجيال القادمة، لأنهم يؤمنون تماماً أن الوطن هو ما نحمله في قلوبنا، ولن يستطيع أحد سلبه منا.
ظننت أن الصعوبة في البدايات فقط، لكن رغم أننا قطعنا ثلاث سنوات، إلا أننا مازلنا نراهن على الاستمرارية، فبقاؤنا مرهونٌ بإيماننا بهذا الوطن، وهذه القضية "قضية بناء الوطن فكرياً وثقافياً ، والحفاظ على هويتنا السورية.
فكما الكثير من المؤسسات أو المشاريع التي تحمل في طياتها الإنجازات والنجاحات، كان لنا من الخسائر نصيب أيضاً، فمغادرة بعض الزملاء ربما هي الأكثر خسارة في هذه التجربة، فللعمل التطوعي سلبياته أيضاً لأن الحياة الاقتصادية التي يعيشها المرء اليوم هي قادرة على إكراه المرء على ما لايطيق، بالاضافة الى التزام البعض بأشغال أخرى، وهذا لا ينفي انتماءهم لهذا البيت، ولكن لكل جانب سلبي هناك جانب إيجابي، فالدماء الجديدة التي تجدد الحياة في هذا المنبر، من صحفيين وتبنّي العديد من الناشئين والهواة لمهنة الصحافة هي ميزة وقيمة مضافة أيضاً.
فهذا المنبر هو إخباري، تحليلي، ثقافي، من السوريين و إليهم. كل من انتمى له وغادره، ترك بصمته التي ستبقى دائماً على صفحاته.
ففي الذكرى السنوية لانطلاقة الموقع الإخباري "السوري اليوم" أتوجه لجميع الزملاء العاملين فيه تطوعياً بالإشادة بجهودهم المقدرة، على أمل أن نكبر بهذا المنبر ليكون كما نحلم "منصة وطن" تجمع كل السوريين الأشراف".
