عيون العالم تراقب .. و تترقب نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا.
فتركيا اليوم ليست كتلك التي كانت قبل اثنين و عشرين عاماً، مكبلة بديون صندوق النقد الدولي، وعُملتها منهارة، ووضعها الاقتصادي متردي، إنما اليوم هي لاعب محوري في الساحة السياسة الدولية، و رائد اقتصادي على مستوى العالم.
فقد شهدت – تحت قيادة رجب طيب أردوغان - على الصعيد التجاري والزراعي والصناعي والسياحي والحربي والاجتماعي والسياسي و جميع الأصعدة تقدماً كبيراً.
و ربما ستشهد تركيا في هذه الحقبة أيضاً مزيداً من التقدم والازدهار،
فانتخابات هذا العام لها نكهة خاصة، لأنها تتزامن مع مئوية الجمهورية التركية، ومع انتهاء مفعول اتفاقية لوزان، التي كبّلت تركيا وحرمتها من الاستفادة من خيراتها طوال 100 عام، تركيا الآن يمكنها أن تستفيد من خيرات بلدها ودعم اقتصادها أكثر بإنهاء هذه الاتفاقية.
فتركيا.. وبعد عشرين عاماً من قيادة أردوغان، تحتل اليوم المرتبة الـ19 بين أكبر اقتصادات العالم، وأصبحت عضواً في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) وعضو في مجموعة العشرين (G20) وانخفضت نسبة الفقر فيها إلى نصف ما كانت عليه قبل 22 سنة.
و هذه الانتخابات هي قرار ومصير لدولة نهضت خلال العشرين عاماً الماضية وصمدت رغم الكثير من التحديات.
السوريون في تركيا وفي الشمال الغربي من سوريا، تابعوا ويتابعون العملية الانتخابية بكثير من القلق. إذ لطالما اتخذت المعارضة من السوريين ورقة للمتاجرة في البازار الانتخابي. ولطالما هدد المرشحون المعارضون وتوعدوا بترحيل السوريين. وهذه الوعود الانتخابية اللا إنسانية غدت كابوساً يرافق السوريين في اليقظة و في النوم.
فلم يكتفِ المنافس الرئيسي لأردوغان في هذه الانتخابات، زعيم حزب الشعب الجمهوري- كمال كليتشدار أوغلو، بالتهديد بإعادة ملايين السوريين إلى النظام المجرم الذي فروا منه، بل وعد الناخبين بسحب القوات التركية من الشمال السوري وتسليم تلك المنطقة بسكانها للأسد، مع دفع تعويضات لنظام الأسد، حسب ما أوضحت إحدى الصحف التركية.
أما الرئيس أردوغان، فخبّأ لهذه المناسبة عدداً من المفاجآت السارة للشعب التركي، كشف عنها تباعاً خلال الأسابيع الأخيرة، كالسيارة الكهربائية محلية الصنع TOGG والطائرات المقاتلة الوطنية، والمدن الطبية، و مركز اسطنبول المالي العالمي، ومجمع تخزين وتوزيع الغاز الطبيعي FILYOS على البحر الأسود، وافتتاح محطة نووية سلمية في مرسين، وطائرة بيرقدار Tb_2، والمدرعةKirpi II، واطلاق القمر الصناعي IMECE ، وبارجة وحاملة الطائرات المسيرة TCG ANADOLU 400.
كل تلك الإنجازات جعلت الكثير من مؤيدي الأحزاب المعارضة يعيدون حساباتهم ويلتفتون إلى حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان.
على الرغم من التنبؤات الأخيرة، التي تعطي الأفضلية لأردوغان، إلا أن مؤيدي الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية لا يزالون يشعرون بالقلق، نظراً لما يُحاك في الغرفة المظلمة من مؤامرات ضد أردوغان وحزبه، لا بل ضد الدولة التركية عموماً.
أياً تكن نتيجة هذه الانتخابات، فبعد مرور مئة عام على تأسيس الجمهورية التركية ، لم ينس التاريخ اسم مصطفى أتاتورك كمؤسس للجمهورية .... وبالتأكيد لن ينسى هذا التاريخ ذكر "باني" تركيا الحديثة رجب طيب أردوغان ...
سيبقى اسمه محفوراً بتركيا الحديثة، وفي قلوب محبيه من مختلف أنحاء العالم.