عندما سئل الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول عن الأمم المتحدة كان جوابه:" ما هو هذا الشيء " أي بالنسبة له ليس له أي نفع.
فالأمم المتحدة منظمة دولية قامت على أنقاض عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الثانية، فهناك الجمعية العامة التي تضم جميع الدول الأعضاء، ومجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا، خمس أعضاء دائمين ولهم حق النقض (الفيتو)، وعشر دول غير دائمين (كل دولة لها الحق ان تحتل كرسيا في مجلس الأمن لمدة سنتين ولكن لا يمتلكون حق النقض). والفيتو يعطل كل قرار صادر عن مجلس الأمن حتى لو حظي بموافقة الأعضاء الأربعة عشر الأخرين. وهذا ما يجعل كل قرارات الأمم المتحدة لا قيمة لها بوجود فيتو واحد. فمثلا قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس هناك 1000 قرار من الأمم المتحدة ضد إسرائيل لم تنفذ لأن الدول الكبرى تحميها، وإذا أخذنا مثال النظام السوري فقد تم إصدار 16 فيتو ضد إدانة النظام الأسدي على جرائمه من قبل روسيا والصين. منظمة دولية أخرى هي جامعة الأنظمة العربية (التسمية الرسمية هي جامعة الدول العربية ولكن هذه التسمية خاطئة لأن كل الشعوب العربية غير مشاركة في هذه المنظمة، والدولة هي أرض وشعب وسلطة). هذه المنظمة فقدت كل شرعية، بل وكل احترام من قبل الشعوب العربية وخاصة الشعب السوري، فبالأمس مثلا وفي مؤتمر الخرطوم تم اتخاذ قرار اللاءات الثلاث لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف ، بإسرائيل، لكن هذا القرار تم انتهاكه من قبل مصر بالاعتراف بإسرائيل ، وقامت الجامعة العربية بسحب عضوية مصر من الجامعة ونقلها إلى تونس، ولكن سرعان أيضا ما أعادت مصر إلى حضن الجامعة في العام 1989 أي بعد عشر سنوات وقرار عودة مصر كان يعني فتح الباب على مصراعيه لدول عربية أخرى ترغب بالاعتراف بإسرائيل وهذا ما حصل مع موريتانيا والأردن دون تنبش الجامعة العربية ببنت شفة، واليوم أعادت نظام الأسد إلى أحضانها بعد أن جمدت عضويته بعد انطلاق الثورة السورية المجيدة بسبب جرائمه ضد الشعب السوري، أي أنها أغمضت عينيها عن كل جرائمه بحق الشعب السوري، هذا في الوقت الذي صوت البرلمان الأمريكي على قرار يمنع التطبيع مع النظام الأسدي وتشديد العقوبات عليه، ومن المعروف أن كل البيانات الختامية للجامعة لم يطبق منها بند واحد بل كله (كلام في كلام)، وبعد أن كانت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى فقد تخلت عنها الجامعة بعد موجات التطبيع من قبل أربعة أنظمة عربية حسب اتفاقيات إبراهيم (الامارات، البحرين، السودان، المغرب)، فبماذا نصف هذه الجامعة، هل نردد كلا ديغول بحق الأمم المتحدة، ونقول في جامعة الأنظمة العربية ما هو هذا الشيء؟