تحتفل منظمة اليونيسكو للتربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة في 23 نيسان/أبريل من كل عام بيوم الكتاب. وبهذه المناسبة تصدر تقارير حول نسبة القراءة في مختلف دول العالم، وإصدار الكتب، والترجمات. وبالطبع تتطرق هذه التقارير للعالم العربي. وببعض المؤشرات المختصرة نلمس أن سبب التخلف الثقافي والفكري هو عدم القراءة، أو قليلها. إذ قالت المنظمة إن معدل ما يقرأه الفرد في أرجاء العالم العربي سنويًا هو ربع صفحة فقط، بينما مؤسسة الفكر العربي أصدرت تقريرًا يفيد بأن متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويًا، بينما لا يتعدى متوسط قراءة المواطن العربي 6 دقائق سنويًا. إصدارات الكتب في الدول الأوروبية هي الأخرى أكثر بكثير من العالم العربي، إذ يصدر هذا الأخير كتابان مقابل كل 100 كتاب في أوروبا وينشر العالم العربي 1650 كتابا سنويًا، في وقت تنشر فيه الولايات المتحدة 85 ألف كتاب. وفي الواقع أن لهذا أسباب كثيرة لا يمكن أن نلوم المواطن العربي عليها، وإن كان تقع عليه بعض المسؤولية. فالأنظمة العربية سلطت على الإصدارات والنشر مراقبة شديدة بحيث لا يطبع كتاب أو ينشر إلا بموافقة المخابرات التي تخشى الكتب أكثر من الحشيش والكبتاغون، وعليه فإن جميع المؤلفات تصدر باهتة ولا تجرؤ على قول ما لا يقال، وخاصة الصحافة فصحف النظام السوري مثلا (البعث، تشرين، الثورة)، أفضل ما فيها أنها نسخة كربونية تقرأ بدقيقة. أضف إلى أن المواطن السوري كمعظم مواطني الدول العربية لا يجد ما يأكله وبالتالي لا يملك حتى ثمن صحيفة، فكيف الكتاب. ثم إن مستوى التعليم الذي تدنى بشكل كبير جعل الكثير من الشباب يهجرون المقاعد المدرسية والجامعية. ولا ننسى أن النظام السوري دمر بآلته الحربية معظم المدارس في سوريا، وحرم ملايين الأطفال من الدراسة، وخرج جيلا أميا. وجاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتزيد في الطين بلة، إذ باتت الهواتف الذكية الشغل الشاغل للكبار والصغار فعزفوا عن القراءة المفيدة. لكن هذا لا يعني الاستسلام بل يجب على الأنظمة العربية الخائفة من خير جليس أن تعي أن يسقطها شعب مثقف أفضل من أن يسقطها شعب جاهل.