لم يذكر التاريخ أن حاكما ما صنع بشعبه ما صنعت عائلة الأسد من الجرائم ضد الانسان المروعة والتي لا يكاد المرء يصدقها. فمجزرة سجن تدمر، ومجزرة حماة، وكل المجازر التي ارتكبت في عهد مؤسس "الجملكية" السورية حافظ الأسد لا تقارن بالمجازر التي ارتكبها وريثه بشار منذ اليوم الأول للثورة وحتى اليوم. من الصعب اليوم تعداد هذه المجازر إذ لم يخل يوما من مجزرة ما في مكان ما من سوريا، فوحوش الشبيحة، وميليشيات "الجلب" الطائفية الإيرانية، وقوات القاتل بوتين، (كان آخرها مجزرة أطفال جسر الشغور الأسبوع الماضي) وبالطبع كل الجرائم التي ارتكبت ومازالت ترتكب في اقبية أفرع مخابرات النظام المنتشرة في كل مكان. وهذه الجرائم تختلف عن جرائم القصف بالكيماوي أو القصف بالبراميل المتفجرة وسواها، لأنها جرائم ترتكب بصمت وتحت التعذيب، وبأعداد كبيرة يصعب معها التخلص من الجثث، إلا بمقابر جماعية (ستكتشف يوما بعد سقوط النظام)، وقد قام حفارا قبور عملا في المقابر الجماعية بتقديم شهادتهما للقضاء الألماني، هذه الشهادات التي ستكون كوثائق دامغة على ارتكاب النظام لمئات آلاف القتلى تحت التعذيب. صحيفة اللوموند الفرنسية كشفت عن جانب من هذه المقابر عبر شهادات حفاري القبور. وأكدت ان النظام أرسل في شاحنات كبيرة مليئة بالجثث وفي يوم واحد حوالي 400 ألف جثة تعود لمدنيين تظاهروا ضد النظام.
حفرة حي التضامن التي قتل فيها عشرات المدنيين فقط لانهم من الطائفة السنية هي احدى هذه المقابر الأكيدة التي تشهد على مدى إجرام النظام، وكيف أن قمية المواطن السوري ليس اكثر من رصاصة حسب اقوال مسجلة لأحد ضباط المخابرات. 400 ألف قتيل في يوم واحد يعني أن آلة قتل جهنمية منظمة من قبل وحوش بشرية تبحث عن الانتقام من شعب طالب بحريته من هؤلاء الوحوش ومن أسيادهم من عائلة الإجرام الأسدي. وبما أن لا شيء يدوم فالشعب السوري سيكتشف يوما هول جرائم هذا النظام عند اكتشاف مقابره الجماعية.