فاجأتنا قيادة حماس الجليلة بقرارها الأخير بتطبيع علاقاتها من النظام الأسدي بعد سنوات عشر من القطيعة أو شبهها. حماس التي قطعت علاقاتها مع النظام بسبب إجرامه بحق الشعب السوري في 8 من كانون الأول 2012، وقف رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، ورئيس المكتب الحالي، إسماعيل هنية، أمام حشد من المئات ورفعا علم الثورة السورية، وهذا إعلان بالوقوف مع الشعب السوري ضد نظام الأسد. فما الذي جعل حماس تطعن الشعب السوري في الظهر اليوم بعد أن وقفت معه بالأمس؟ فالنظام خلال هذه الفترة لم يتبدل بل على العكس مازال يقتل بالشعب السوري، بل وجلب كل زناة الليل، وشذاذ الآفاق، والمرتزقة، وميليشيات "أبو شحاطة" ليساعدوه على قتله، ويأتي قرار حماس بعد عودتها إلى أحضان ولاية الفقيه، وهذا يعني أن خامنئي قد اشترط عليها الانفتاح على نظام الأسد كي تقوم إيران بدعمها، أو بمفهوم آخر باعت الشعب السوري بريالين، وهذا الخنجر ليس الأول في ظهر الشعب السوري، فبالأمس أيضا وصل سفير البحرين إلى دمشق ليقدم أوراق اعتماده في خطوة تطبيع كاملة مع النظام كما فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل البحرين، مع أن دول الخليج بدورها قد وقفت مع الشعب السوري في ثورته وقطعت علاقاتها مع نظام الأسد، وهذا خنجر آخر في الظهر. وأعلن العاهل الأردني أيضا عن نية الأردن تطبيع علاقاته مع النظام الأسدي بعد قطعها ومطالبة الملك عبد الله الثاني في بداية الثورة من بشار الأسد بالتنحي عن الحكم. تغير موقف المملكة اليوم بهدف تمرير خط الغاز المصري عبر الأراضي الأردنية قبل أن يمتد إلى الأراضي السوري مع أن المقابل الذي قدمه النظام هو إغراق الأردن بالمخدرات وحبوب الكبتاغون، وكان السودان في عهد حسن البشير قد طبع علاقاته بزيارة إلى دمشق افتتح فيها باب التطبيع الذي كان مواربا، وتقليديا هناك الجزائر ومصر والعراق ولبنان التي لم تغير من موقفها الداعم للنظام الأسدي منذ البداية. وهذا بالطبع يضاف له ميليشيات "قسد"، وأيران وميليشياتها العديدة، وروسيا وقواتها الجوية والبرية، وميليشيا فاغنر، كل هؤلاء شحذوا خناجرهم لذبح الشعب السوري كل حسب مصالحه كبقرة سقطت فكثرت سكاكينها لتقطع كل سكين من لحمها ما استطاعت. فالمصالح تتغلب اليوم مرة أخرى على المباديء..