طالعتنا مجلة نيوزويك الأمريكية بأن تقريرا للمخابرات الأمريكية يقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مريض بالسرطان وهو تحت العلاج، وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة. بالطبع لا يمكن أن نؤكد هذه الأخبار، ولكن كما يقال: "لا نار بلا دخان" والموت هو نهاية كل ابن انثى. وحسب النهج الاستقرائي الأرسطي "فكل إنسان فان، سقراط إنسان، إذن سقراط فان". فالمسألة ليست بالموت. فموت إنسان عادي تنتهي سيرته مجرد أهيل عليه التراب، ولكن هناك أشخاص أهمية موتهم تأتي بعد إهالة التراب عليهم. وموت بوتين ربما بقلب المعادلة في روسيا وفي العالم. فالمخابرات الأمريكية تصف حالة بوتين بأن مرض جنون العظمة (ميغالومانيا) استفحل به، حتى بدت تصرفاته مع ضيوفه غير طبيعية، فهو يترك ضيفه خلفه ويسير كي يبقى دائما في المقدمة، ويصطحب كلبه الشرس أمام رئيس وزراء اليابان لينبح عليه، ويضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في طرف طاولة طولها خمسة أمتار وهو يجلس في الطرف المقابل. أما في لقاءاته مع مساعديه فالطاولة أطول بكثير. أو يجعل أحد جنوده يحجز بشار الأسد من مرافقته لإلقاء كلمة في قاعدة حميميم التي صارت ملكا لروسيا. يحلم بإعادة امبراطورية الاتحاد السوفييتي بغزوه أوكرانيا، وجيورجيا، وامتداد نفوذه إلى سوريا، وعينه على ليبيا وإفريقيا. الكثير من مقربيه هربوا من روسيا، والمعارضة الروسية تنتظر الانقضاض على السلطة بعد أن حجزها لنفسه مدة عقدين ونيف، فصار كبشار الأسد لا يتخلى عن الكرسي بكل الوسائل المتاحة، ولو باغتيال معارض، أو محاولة تسميم أليكسي نافالني وسجنه، والدخول في حروب تضمن له شعبية تؤيد عظمة روسيا وتوسعها على حساب جاراتها، ولا يتوانى عن انقاذ حليف مجرم قتل شعبه بالكيماوي باستكمال مهمة القتل في الشعب السوري، واحتلال أراض سورية صارت بالنسبة له روسية يسرح ويمرح فيها كما يشاء. فماذا لو فتك به السرطان، أو نجحت محاولة اغتيال. بالطبع هذا ما يتمناه الغرب، وكثير من الشعوب وخاصة الأوكرانية والجيورجية والسورية. ولكن هل تتغير وجهة الحرب في أوكرانيا، أو الوجود الروسي في أوسيتيا وأبخازيا والقرم وسوريا؟ ربما الجواب على هذا السؤال من الصعب التكهن به، ولكن من المؤكد أن على المستوى الروسي فستكون نهاية حقبة وبداية أخرى.