يتأهب نظام بشار الأسد لإجراء انتخابات رئاسية، ليعيد بشار الأسد انتخاب نفسه، دون مفاجآت. فسيناريو الانتخابات في سورية يتكرر بالطريقة المملة ذاتها كأسطوانة مشروخة: تحضير شخصية تلعب دور " الكومبارس"، لإظهار أن هناك من ينافس الرئيس على منصبه، وأن "الديمقراطية " تقتضي ذلك، تجييش المخابرات، والشبيحة لإجبار الموظفين، ومن له حق الانتخاب بالتوجه إلى صناديق الاقتراع قسرا ورعبا، وحملات محمومة لوسائل إعلام النظام لتبييض القائد الملهم الذي من الصعب على أمهات السوريين أن تلد مثله. أما نتائج الانتخابات المحسومة سلفا دائما ذات مستويات حسابية كبيرة تصل إلى خمسة أرقام. فالقائد الملهم يحبه الشعب جما جما ويتسابق لمنحه صوته، فكيف لا وقد حافظ على أمنه واستقراره، ورفع من مستوى معيشته، حتى صار بمستوى "كفر سويسرا"، فسورية اليوم، وبعد نصف قرن من حكم العائلة الحكيمة باتت بمصاف أرقى الدول في شتى المجالات. خطاب النظام هذا لا يتطابق مع الواقع المعيش. فانتخابات هذه الفترة ليست كسابقاتها، فبعد أن كان الشعب السوري يجبر على التوجه إلى صناديق الاقتراع، ليظهر في الصور، وأمام عدسات الكاميرات،، يرفض هذه الانتخابات جهارا نهارا كما حصل في مناطق حوران، وأدلب، والجزيرة شرق الفرات، وبالطبع كل اللاجئين البالغ عددهم أكثر من ستة ملايين نسمة، أما من بقي تحت سلطة النظام فهو يقع تحت مطرقة المخابرات الثقيلة، التي تهدد كل شخص لا يتوجه للانتخاب إما بفقدان وظيفته، أو بمعاقبته، ومعاقبة ذويه بالطريقة المعروفة. أما دوليا لم تعترف الولايات المتحدة، والاتحاد الأوربي بهذه الانتخابات، وبالطبع دول أخرى لا تستسيغ هذه المهزلة. والمسألة الحقيقية ليست في الانتخابات، ولكن في الدول العربية الصامتة، أو الداعمة لها، رغم كل الجرائم التي ارتكبت بحق سورية، والشعب السوري، ودم مليون شهيد لم يجف بعد. وفي الواقع المسألة ليست في الانتخابات، فالشعب السوري يعيش هذه المهزلة منذ نصف قرن، ولكن المسألة هي بعد هذه الانتخابات فماذا سيقدم رئيس قتل شعبه بالكيماوي، ويتاجر بالمخدرات، " ملك الكبتاغون"، ويطبق عليه عقوبات قانون " قيصر"، واقتصاد البلاد منهار، والليرة السورية تتآكل، والغلاء أثقل كاهل المواطن، والبطالة متفشية.. والمستور أعظم؟. والأنكى من هذا وذاك هو أن وزير خارجية النظام فيصل المقداد يقول:" الانتخابات الرئاسية لنظام الأسد أفضل من الانتخابات الأمريكية بآلاف المرات، فالانتخابات في سورية ديمقراطية ونزيهة". كان النازي غوبلز يقول: "اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس" لكن كذب نظام الكيماوي والمخدرات لم يعد ينطلي على أحد.