أمام مرأى العالم أجمع تجري عمليات قتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، وإبادة عائلات بأكملها بشكل مقصود في غزة من قبل دولة الاحتلال إسرائيل. مستوطنون مسعورون من غير وازع يعملون على اقتلاع العائلات الفلسطينية من ديارهم في حي الشيخ جراح التاريخي، الذي يعود إلى عهد صلاح الدين الأيوبي الذي كان متسامحا مع كل الأديان عندما افتتح المدينة وأعادها إلى أصحابها التاريخيين. حكومات صهيونية متعاقبة تبحث عن اقتلاع جذور الفلسطينيين في القدس الشريف، كما تقتلع زيتونهم وبرتقالهم، بتواطؤ مع إدارات البيت الأبيض، وآخرها إدارة دونالد ترامب الذي كان يريد أن يرغم الفلسطينيين وبموافقة عربية علنية من البعض، وأخرى صامته من البعض الأخر، على قبولها مقابل حفنة دولارات. مع أن الخليفة عمر بن الخطاب عندما دخل المدينة أصدر " العهدة العمرية " التي تنص على حماية كل الطوائف واحترام معتقداتها. تقوم دولة الاحتلال بالاعتداء على الدول العربية المجاورة وتحتل أراضيها، مع أن الملك الراحل عبد الله وفي مؤتمر قمة بيروت قدم خطة للسلام تقوم على مبدأ " الأرض مقابل السلام" وقد وافقت عليها كل الدول العربية، لكن دولة الاحتلال رفضتها، لأن سياستها واستراتيجيتها تقوم على التوسع والاستيطان وسرقة أراضي الغير. لقد سئمنا، وسئم العالم معنا من سياسات الغرب الداعم لدولة تنتهك كل حقوق الانسان، والحقوق والأعراف الدولية، وقوانين مجلس الأمن، وظهر ذلك جليا خلال المظاهرات الحاشدة التي خرجت تهتف " كفى للجريمة بدون عقاب"، "أين العدالة". هذا الوضع المختل لا يمكن أن يستمر، ولا بد لأنظمة الدول الغربية أن تعي بأن دعمها لدولة الاحتلال يضر بمصالحها و تجعل العالم أجمع أن ينظر إليها أنها تنتهج سياسة "الوزنين والمعيارين"، في قضية الحق الفلسطيني بأرضه ودولته، وبفعلها هذا تعتبر شريكة في الجرائم التي ترتكب من قبل هذه الدولة المارقة. لقد أصدرت بريطانيا فيما يعرف ب " وعد بلفور " والذي ينص: " إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر". على بريطانيا اليوم أن تحترم وعودها باحترام الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها غير اليهودية المقيمة في فلسطين" بعد قرن ونيف من الآلام، والعذاب، وجرائم التي تسبب بها وعدها المشؤوم، وكل الدول التي وافقت عليه في نشوة انتصارها على دول المحور في الحرب العالمية الأولى. وكلمة فلسطين المذكورة خير دليل على أنها كانت ولا تزال قائمة وعلى أرضها شعب ينسب إليها منذ فجر التاريخ: الفلسطينيون.