يتفق كل من رأى الرئيس السوري أحمد الشرع يلقي كلمته على منبر الأمم المتحدة، بأن هذه الكلمة كانت تاريخية بكل معنى الكلمة وذلك لعدة أسباب أهمها هو عودة سوريا إلى المنظومة الدولية بعد أن حرمها منها آل الأسد منذ انقلاب الأب وسرقة السلطة، ثم وريثه بشار الفار. اليوم عادت سوريا إلى المجتمع الدولي بدعم كبير من معظم دول العالم، وتم تطبيع العلاقات مع النظام الجديد، ولا شك أن مضمون كلمة الشرع كانت مختصرة، وهادفة، ومدروسة لتدين النظام البائد وجرائمه وضرورة تطبيق العدالة على كل من لطخت يداه بالدم السوري ، ويتمنى السوريون أن تكون العدالة الحقيقية وإبعاد كل الشبيحة والمكوعين من أي مشاركة في القرار، واستلام مناصب إدارية، والتأكيد الشرع على سياسة الدولة السلمية التي لا تهدف إلى الدخول في صراعات مع أي كان، وهذا تلميح لإسرائيل التي تنتهك الأراضي السورية وقامت باحتلال جزء من أراضيها، وتقوم بالاعتداء على مواطنين سوريين وممتلكاتهم والذي أدانها بشدة وباعتداءاتها على الشعب الفلسطيني في غزة ، ويأمل السوريون استعاده كل أراضيهم بما فيها الجولان المحتل، وأن لا تساومنا الدولة المارقة على أراضينا المحتلة. وهذا يندرج ضمن مشروع إعادة البناء الذي لا يمكن أن يتم إلا في أجواء سلمية ومستقرة، فسوريا اليوم تحتاج إلى المال والخبرات والسواعد لإعادة بناء ما قام بهدمه النظام البائد، وتدوير عجلة الاقتصاد المنهار، واستعادة الليرة السورية عافيتها، والأشهر القليلة الماضية استطاعت الدبلوماسية السورية أن تسجل نقاطا هامة على صعيد عودة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية التي كانت قبل 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 قد عومت نظام الأسد وأعادته إلى الجامعة العربية. والنقطة الأهم اليوم هي عودة السلم الأهلي والوقوف في وجه مشاريع التقسيم، والتخريب، والخيانة، إذا لا تزال بعض أجزاء من مكونات طائفية تسعى لصب الزيت على اللهيب والتحريض على نزاعات طائفية وعرقية وسوريا بغنى عنها، فالطريق شاق وطويل، والسوريون تواقون لرؤية سوريا واحدة موحدة كما نادوا خلال ثورتهم (واحد واحد الشعب السوري واحد) وفي مصاف الدول المتقدمة، سوريا التي تحتضن شعبها وتؤمن له العيش الكريم، والأمان، والحرية، والاعلان عن انتخابات تشريعية الشهر المقبل هي بداية جديدة لبناء دولة ديمقراطية مؤسساتية مستقلة ذات سيادة غير منقوصة ولا مشوهة.
باختصار السوريون الذين شمروا عن سواعدهم لإعادة البناء، وجلب الاستثمارات، والقيام بالتبرعات ونبذوا الطائفية والرغبة في الانتقام يقولون اليوم وبصوت عال: سوريا أولا.