شكرا بيدرسون

المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون
المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، خلال إحاطة أمام مجلس الأمن، تقديم استقالته.، وقال بيدرسون أكّدت تجربتي في سوريا حقيقة ثابتة، هي أن ظلمة الليل في بعض الأحيان تكون أشد ما يمكن قبيل الفجر، فقد بدا التقدم لوقت طويل مستحيلاً إلى أن حدث فجأة، غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا يقدم إحاطة لمجلس الأمن حول الوضع (الأمم المتحدة). وقال بيدرسون: «قليلون من عاشوا معاناة بعمق معاناة السوريين. وقليلون من أظهروا مثل هذه القدرة على الصمود والإصرار... واليوم، إذ يطل فجر جديد على سوريا وشعبها، يتعين علينا جميعاً أن نضمن أن يتحول هذا الفجر إلى مستقبل مشرق، فالشعب السوري يستحق ذلك»..وبدأ بيدرسون مهمة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، في يناير (كانون الثاني) 2019، عقب انتهاء مهمة سَلَفه الإيطالي السويدي ستيفان دي ميستورا، الذي أمضى في المنصب 4 سنوات دون إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية.. يُذكر أن بيدرسون، المولود في أوسلو عام 1955، كان قبل تولّي مهمته مبعوثاً أممياً لسوريا سفيراً لبلاده لدى الصين منذ 9 يونيو (حزيران) 2017. وعمل مندوباً دائماً للنرويج لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين 2012 و2017، وشغل قبل ذلك منصب المدير العام لإدارة الأمم المتحدة والسلام والشؤون الإنسانية بوزارة الخارجية النرويجية. وعمل بيدرسون أيضاً منسقاً خاصاً للبنان، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بين 2005 و2008. وشغل بين 1998 و2003، منصب ممثل النرويج لدى السلطة الفلسطينية. وفي 1993، كان عضو الفريق النرويجي في مفاوضات أوسلو السرية التي أفضت إلى توقيع إعلان المبادئ والاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيل. بيدرسون شارك ضمن الفريق النرويجي في مفاوضات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، بعد تعيينه كمبعوث لسوريا، عقد بيدرسون اجتماعات مع المسؤولين في النظام البائد، ومع المعارضة السورية، إضافة إلى مشاورات مع المجتمع الدولي، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد..كما دعم بيدرسون "اللجنة الدستورية السورية" التي تأسست في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بعد مشاورات بين الحكومة والمعارضة لإيجاد ترتيبات دستورية جديدة لسوريا. وبعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، قال بيدرسون إن "فصل الحرب المظلم ترك آثارا عميقة على الشعب السوري الذي تحمل ما يقرب من 14 عاما من المعاناة المستمرة والخسارة التي لا توصف". وعبّر بيدرسون عن أمله في فتح فصل جديد من السلام والمصالحة والكرامة، مؤكدا ضرورة دعم السوريين في تحقيق التغيير السياسي، وداعيا إلى محاسبة مرتكبي الجرائم في سوريا، وقد عانى بيدرسون الكثير من المتاعب التي واجهها بسبب التسويف السياسي للنظام البائد الذي لم يكن يرغب في أي تقدم في صياغة دستور جديد للبلاد يحد من صلاحياته، ويدعم موقف المعارضة، وخلال ست سنوات برهن بيدرسون عن حرفية دبلوماسية رفيعة تعتمد المحايدة وتفضيل مصالح سوريا أولا وأخيرا، وقد حظي باحترام الجميع لتفانيه في العمل الدؤوب لإيجاد حل للصراع بين النظام والمعارضة وإنقاذ سورية والشعب السوري من النفق المظلم الذي دخلته سوريا بعد انطلاقة الثورة السورية ومواجهة النظام المجرم الشعب السوري المنتفض بالمجازر والحديد والنار والكيماوي. وهنا لابد من تقديم الشكر لهذا الدبلوماسي الفذ الذي طبع اسمه في تاريخ الثورة السورية كأحد المسؤليين الذين كانوا صادقين مع الشعب السوري. شكرا بيدرسون.