"الاسبراطيون الجدد" بانتظار "اسكندر الفلسطيني"

نقش يوناني قديم يمثل معركة ليوكترا
نقش يوناني قديم يمثل معركة ليوكترا


لم يمض على مؤتمر الدول الإسلامية والعربية سوى ساعات قليلة الذي دان الهجوم على الدوحة وعلى تدمير غزة، ونادى الزعماء الأشاوس فيه بالتوحد والمواجهة جماعة لردع دولة احتلال تهدد ليس فقط الفلسطينيين بل تهدد العرب جميعا ومعم المسلمين، حتى صبح بنيامين مليوكوفسكي (نتنياهو) الغزيين والعرب والمسلمين بجواب صريح باجتياح غزة بطريقة وحشية بربرية غير مسبوقة ولم يتحرك ساكن غربا أو شرقا وصمت زعماؤنا الأشاوس، وصرح قائلا:" إنه يتعين علينا أن نكون مثل أسبرطة العظمى دون خيارات أخرى"، هذا التصور الخارج عن اسطورة دافيد اليهودي الذي انتصر على جوليات الفلسطيني وقتله ويتغنى بها اليهود دائما، لا يتماشى مع تصور نتنياهو الإسبارطي الجديد، لأن الإسطورة الإغريقية تنتهي بهزيمة اسبارطة.
وتعد إسبارطة، إحدى المدن اليونانية القديمة في منطقة الجنوب، وبدأ ظهورها في القرن العاشر قبل الميلاد، حيث تقول الأساطير اليونانية، إن ابن زيوس أحد آلهة الإغريق هو من أنشأها
خاضت إسبارطة صراعات مريرة مع أثينا، ودامت الحروب بينهما قرابة 25 عاما، انتصار الإسبارطيين في المنطقة إلى توسيع نفوذهم، وسيطروا على مدينة ميسينيا إحدى المدن اليونانية
وبفعل سطوتهم وقمعهم لسكانها حدثت ثورة مدعومة من دويلات يونانية مجاورة، كانت على عداوة مع إسبارطة.
ونجح الإسبارطيون، في قمع التمرد، وفرض الهيمنة العسكرية مجددا على ميسينيا،.
ونشأ على إثر ذلك نظام عسكري كامل للدولة، وبات الشعار أن تكون الحرب وسيلة دائمة للكسب وردع المحيطين بإسبارطة،
على إثر العقيدة التي اتخذت في إسبارطة، بات الذكور المرتبة الأولى فيه، مع تهميش النساء، والأطفال الذكور منذ سن مبكرة، يتلقون التدريبات العسكرية المكثفة، من أجل الالتحاق بالجيش وخوض الحروب بصورة متكررة، أما فئة الرجال الكبار في السن فتبقى في المدينة لحمايتها وممارسة الحياة اليومية.
في عام 371 قبل الميلاد، وقعت معركة ليوكترا، بين إسبارطة، وثيفيا أو طيبة اليونانية، وكان الإسبارطيون، في حالة غرور، حيث لم يهزموا بمعركة منذ عقود.
واعتمد الجيش الإسبارطي على أسلوب معروف في الحروب اليونانية القديمة هو الفلانكس، وهو عبارة عن صفوف متراصة من الجنود المدرعين، يتقدمون ككتلة واحدة.
لكن قائد الطيبيين، إيبامينونداس، خرج بتكتيك عسكري جديد يختلف على القواعد القديمة، تسبب في ضرب قلب الجيش الإسبارطي بشكل مباشر، ما أدى إلى تفرقهم ومقتل المئات منهم وخسارتهم بشكل مدو للمعركة.
وكانت معركة ليوكترا، نقطة فاصلة في تاريخ إسبارطة، إذ لم تقم لها قائمة بعد ذلك، وخسرت نفوذها لصالح طيبة وعقب ذلك مقدونيا بقيادة الإسكندر الأكبر، وصارت مع الوقت مجرد مدينة ضمن الكتلة اليونانية. هذه الخاتمة لإسبارطة ربما لم يكن يعرفها نتنياهو، لأن هذه المقارنة بين دولة الاحتلال التي يرغب نتنياهو أن تتحول إلى اسبارطة، دولة حروب وقمع وسيطرة وتمدد، ستنتهي كما انتهت اسبارطة، إلى هزيمة كبرى والعودة إلى الدولة الأم اليونان تحت قيادة القائد الكبير إسكندر المقدوني. وإذا صدقت تنبؤات ميليوكوفسي البولوني (نتنياهو) الذي جاء إلى فلسطين غازيا، فإنه لاشك، وربما ليس في عهده فإن وجود إسرائيل لابد أن ينتهي هذه المرة على يد إسكندر أكبر فلسطيني يثأر لجوليات. .