ما تزال الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع تواجه تركة ثقيلة من التحديات السياسية والأمنية والعسكرية خلّفها ورائه نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. فالملفات كثيرة ومعقّدة والأزمات على الساحة الدولية ومصالح الأطراف الفاعلة في الشأن السوري متشابكة ومتناقضة.
وبحسب بعض الخبراء والمراقبين، فإنه وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تسلم الإدارة السورية الجديدة مقاليد السلطة في بلد أنهكته الحرب وصراع النفوذ والعقوبات الغربية، فإنها بحاجة ماسّة للدعم الدولي والإقليمي والعربي، ولنسج جملة من العلاقات والتفاهمات مع الأطراف الدولية الفاعلة والتي تستطيع أن تلعب دور المؤثر في المشهد السوري.
*جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا*
في سياق متصل، عقد مجلس الأمن الدولي في الـ 10 من أبريل الجاري جلسة طارئة لبحث التطورات والتوغل الإسرائيلي في سوريا، ضمن إطار سلسلة من الجلسات المغلقة والمفتوحة التي عُقدت خلال الأسابيع القليلة الماضية لمناقشة ملفات سياسية وأمنية تخص سوريا.
وناقشت الجلسة الانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها سوريا في المنطقة الجنوبية، وسط تأكيد شبه شامل على دعم وحدة وسيادة واستقلال الأراضي السورية، وضمان حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
*موقف روسي حول الوضع في سوريا*
أدلى مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في أبريل الجاري، بتصريحات خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا. وأعرب عن معارضة بلاده لما وصفه بمحاولات استغلال فترة الانتقال السياسي في سوريا لفرض أجندات خارجية، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات.
وأشار نيبيزيا الي إلى دعم روسيا لوحدة الأراضي السورية، معربًا عن أمل موسكو في أن يتمكن السوريون من اتخاذ قرارات تسهم في استقرار البلاد.
كما اتهم نيبينزيا إسرائيل بانتهاك سيادة سوريا من خلال سيطرتها على أراضٍ في الجنوب والضربات العسكرية المتكررة، واصفًا ذلك بانتهاك للقانون الدولي، وأكد أن بلاده تعارض أي تحركات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في سوريا خلال هذه المرحلة.
*خبير: ضرورة الدعم الدولي للإدارة السورية*
في تعليق على جلسة مجلس الأمن والتطورات في سوريا، قال الباحث في الشأن السوري سعد لله عبد الستار إن الإدارة السورية الجديدة بحاجة ماسة إلى دعم دولي لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية. وأشار إلى أهمية بناء علاقات مع أطراف دولية تحترم سيادة سوريا، دون التركيز على دولة بعينها.
وأضاف عبد الستار أن العلاقات مع مختلف الفاعلين الدوليين يمكن أن تسهم في دعم الاستقرار، خاصة في ظل الحاجة إلى إعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية بعد الدمار الذي لحق بالجيش السوري نتيجة الصراعات والتدخلات الخارجية، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية واحتلال أراضٍ في الجنوب