هل عاد الوعي الوطني السوري لمظلوم عبدي ولقوات سوريا الديمقراطية التي كانت تدعو للاستقلال الذاتي، وتتحالف مع حزب العمال الكردستاني في خطوة أولى للانفصال وبناء الدولة الكردية، بعد توقيع اتفاق مع الإدارة الجديدة في دمشق بدمج مؤسسات الإدارة الذاتية في إطار الدولة السورية؟ نحن السوريين نتمنى ونتطلع دائما لبناء دولة سورية مستقلة ديمقراطية ذات سيادة تشترك فيها كل مكوناتها، ويتمتع فيها كل سوري من أي مكون كان بالحرية والمساواة والعدل، سوريا الواحدة القوية بشعبها الموحد. إن عودة الوعي بعد التجارب المرة التي مرت بها سوريا تحت حكم الإجرام الأسدي والتي عانى منها كل السوريين بكل أعراقهم وطوائفهم هي مطلبنا جميعا، وما المظاهرات التي انطلقت في كل المدن إلا تأكيدا على ذلك. واليوم نتمنى أن يعود الوعي بعد أن انقشعت الغمامة التي كانت تحجب عن العيون حقيقة النظام البائد وسياسته في تفريق مكونات الشعب السوري وبث فيروس الطائفية والعرقية في جسد الشعب السوري. عودة الوعي اليوم يجب أن يتحلى بها كل سوري بما فيه مصلحته ومصلحة سوريا والدفاع عنها من كل الأخطار المحيقة بها، وممن يتربص بها شرا وهم كثر من عرب وعجم وروم وصهاينة.
نص هذا الاتفاق على دمج كل المؤسسات المدنية، وتسلم المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، والاعتراف بالمكون الكردي الذي عانى طيلة عقود خلال حكم آل الأسد من تهميش وإقصاء، بوصفه "مجتمعا أصيلا في الدولة السورية". وينص على "ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في الحياة السياسية وكافة مؤسسات الدولة"، في موازاة "رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية.
والاتفاق المؤلف من ثمانية بنود، هو بمثابة خريطة طريق يُّفترض أن تعمل لجان مشتركة على نقاشها ووضع آليات تنفيذها بمهلة لا تتجاوز نهاية العام. ووصف عبدي الاتفاق بأنه "فرصة تاريخية" لبناء سوريا جديدة. هذا الوعي الجديد هو في مصلحة الأكراد، والسوريين عامة، ويقطع الطريق على كل من يسعى لضرب وحدة سوريا جغرافيا، واجتماعيا، ويخطط لأجندات تخدم جهات أجنبية لا تخدم بالضرورة مصالحها ومصالح سوريا، ونتأمل أن يعود هذا الوعي لكل من كان يفكر بالانفصال عن الخط العام الذي يعمل عليه السوريون في سوريا الجديدة