هل سكرة النصر تسبغ على المنتصر الأمان من خيانة المجرمين المهزومين ولو بعد حين؟ سؤال يلح على الكثير من السوريين اليوم الذين استهجنوا من قال للمجرمين المهزومين: " إذهبوا فأنتم الطلقاء" تيمنا بقول الرسول (ص) لمشركي مكة عندما دخلها منصورا. لا شك أن من قالها تحلى بأخلاق رفيعة في التسامح والعفو عند المقدرة. ولو لم نتفاجأ نحن السوريين بعودة المجرمين مسلحين بالفيظ، والفتنة، والطائفية، والإجرام ليعيدوا سوريا إلى العهد البائد، عهد المجازر، والكيماوي، والبراميل المتفجرة، والتدمير، والتهجير، وسجون صيدنايا، وتدمر، وعدرا، واللمزة، وفروع المخابرات التي كانت منتشرة كالفطر بعد مطر، لقلنا لقد كان من قال القول المتسامح على حق فهؤلاء تابوا توبة نصوحا. لكن ما شهدناه هو خيانة عظمى للأمانة، وللوطن، وللشعب السوري. إن هؤلاء الذين أصيبوا بالإغماء عندما استيقظوا صباح الثامن من كانون الأول/ ديسمبر ووجدوا أن زعيمهم المجرم الأكبر قد فر تاركا وراءه كل جرائمه، وكل من وقف معه في الإجرام، وبعد أن جلت السكرة، سكرة الهزيمة وتيقظوا إلى حالهم لا سلطة، ولا جاه، ولا سرقات، ولا تشبيح، أعدوا العدة، ومدهم المتآمرون من الخار بوسائل القتل فانفلتوا من عقالهم وارتكبوا ما ارتكبوا من قتل وسفك دماء، وإذكاء النعرة الطائفية، لقد كانت المؤامرة كبيرة، والخطر أكبر على سوريا العظيمة وشعبها الأبي الذي وخلال يومين فقط جميع نصف مليون إنسان مستعدون للقتال والدفاع عن سورية والشعب السوري، فلا عودة للوراء، بل حان وقت البناء، والحرية، وطمس الماضي البغيض بمستقبل مشرق. اليوم الشعب السوري يطالب الإدارة بألا تتسامح مع هؤلاء، وتطالب العدالة بمقتل أبنائها، وتطبيق القانون على كل من أجرم، وكل من طغى وتكبر، وفي القصاص حياة يا أولي الألباب، وإذا أكرمتم اللئيم تمرد.