لقد عبر الشعب السوري منذ انطلاقة ثورته المجيدة عن تطلعاته في مستقبل سوريا عبر الشعارات التي رفعها ورددها في كل المظاهرات التي خرجت منددة بنظام القمع والإرهاب والطائفية الأسدي، فالشعار الأكثر تداولا وتأكيدا: " واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد". وعندما تم التحرير من هذا النظام وفرار رئيسه وزبانيته إلى روسيا، ومناطق أخرى، أكد حكام سوريا الجدد بأن الشعب السوري واحد أيضا، وتعهدوا بعد المساس بأحد ما لم تلطخ أيديه بالدم السوري، وأظهروا تسامحا منقطع النظير رغم كل الجراح والآلام والتعذيب والتجويع والتهجير والقتل والمجازر والمقابر الجماعية التي عاني منها الشعب السوري طوال نصف قرن ونيف، وعاهدوا كل مكونات الشعب السوري بالعدل والمساواة ورفض إي عملية انتقام من أي جهة كانت. وحذر من أجندات خارجية المعتمدة على فلول النظام الكامنة والتي من شأنها إثارة الفتن والبلابل لضرب اللحمة السورية، وقام رئيس الدولة باستقبال الممثلين عن كل هذه المكونات وكان خطابه لهم مطمئنا وموكدا على أن العهد الجديد هو عهد الحرية والانفتاح على الآخر، والتطلع إلى مستقبل أفضل يعيش من خلاله السوريون برخاء وسعادة. ورغم ذلك أطل بعض فلول النظام البائد برؤوسهم من جحورهم في محاولات لإذكاء الفتنة في البلاد وخاصة في مناطق الساحل السوري، وجبل العرب، ومنطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية، وظهر مسلحون يقومون بجرائم قتل رجال الأمن، وكان من الطبيعي أن تقوم الدولة بإرسال تعزيزات إلى هذه المناطق ومطالبة الخارجين عن القانون بإلقاء سلاحهم وتسليم المجرمين، وهذا من حق الدولة وواجبها بتحقيق استتباب الأمن في البلاد، ومن حق الشعب السوري العيش بأمان واستقرار، وبعد هذه الأحداث قام رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يسرائيل كاتس بتهديد الحكومة بالتدخل لحماية الدروز، فإسرائيل التي قامت ومنذ سقوط نظام بشار الفار بإلغاء اتفاقية فصل القوات واحتلال قمة جبل الشيخ، وأراض جديدة في الجولان بحجة أمنها، وتسعى جاهدة لتقسيم سوريا عبر مشروع "ممر داوود" الذي يمتد من جبل العرب في الجنوب وينتهي بمنطقة الأكراد في شمال سوريا، وتتخذ من حماية "الأقليات" ذريعة لتدخلها في الشؤون السورية، لكن الشعب السوري يرفض رفضا قاطعا كل الأجندات الداخلية والخارجية ويقول: " لا للطائفية، لا للتقسيم، لا للاحتلال الإسرائيلي."