شمعة رابعة في عمر السوري اليوم

شمعات أربع في عمر السوري اليوم
شمعات أربع في عمر السوري اليوم


في مثل هذا اليوم منذ أربع سنوات شهد موقع السوري اليوم انطلاقته الأولى، وكان المشهد السوري يزداد قتامة، وآلام الشعب السوري وجراحاته تغور أكثر عمقا، وجراحا، ودما، وحزنا، وكمدا بسبب سياسة القهر، والقتل، والتعذيب، والتجويع، والسلب، والنهب، والتشبيح، والتعفيش. وتكالب قوى دولية وعربية لضرب وحدة سوريا، وتفتيت شعبها إلى طوائف متناحرة، متقاتلة، ودعم نظام مجرم دمر سوريا اجتماعيا، وسياسيا، واقتصاديا، وعمرانيا. والمشاهد التي ظهرت بعد سقوط نظام الإجرام وهروب رأس النظام وتوابعه تشهد على هول الجريمة الكبرى المستمرة منذ قرن ونيف بحق "سوريا العظيمة" (رحم الله أيقونة الثورة مي سكاف التي اطلقتها)، ولم يكن أحد يتوقع أن هذا النظام، الذي جلب كل زناة الليل، من روس، ومجوس، ومرتزقة الطوائف وميليشيات خارج الحدود، وبعد إبادة مئات الألوف من السوريين وتهجير الملايين كان سيسقط كورقة توت، لتتكشف عوراته جليا دون مساحيق التجميل القبيحة التي كان يحاول أن يتستر خلفها، والتي كانت دول عربية ودولية تتعامى عنها، وتعمل حثيثا على تعويم النظام واحتضانه ومحاولة رفع العقوبات عنه، وإعادته إلى الجامعة العربية متجاهلة معاناة شعب بأكمله رزح تحت حكم طاغيتين جائرتين توارثا سياسة سفك دماء السوريين دون وازع. في ظل هذه الظروف، وهذه الصعاب، والآلام قامت مجموعة من شباب وشابات سورية الوطنيين الغيورين على "سوريا العظيمة" وشعبها الغالي، بطرح فكرة إنشاء موقع إخباري معارض يفضح ممارسات هذا النظام، وينشر كل ما يتعلق بالمسألة السورية، من تطورات ميدانية، وأحداث دولية لها علاقة مباشرة بها، ومقالات، وتحليلات تخص الشأن السوري برمته. هذه المجموعة تقوم بكل هذه الجهود بعمل تطوعي، وتمول الموقع ذاتيا، ولا تتلقى أي دعم خارجي من أية جهة، وقد حرصت على استقلالية الموقع كي يكون صوتا موضوعيا، نزيها، شفافا، ذا مصداقية. وقد حقق الموقع ثقة متابعيه، ويتقدم بثبات بفضل العمل الدؤوب، والمهنية، والرؤيا الثاقبة، والرأي السديد.
اليوم وبعد سقوط نظام الإجرام، نظام البراميل المتفجرة، والسلاح الكيميائي، والسجون المريعة، وتحرير سوريا أرضا وشعبا، وهروب الطاغية وجلاوذته، يحافظ السوري اليوم على خطه، ونهجه، ليكون صوتا داعما لبناء سوريا كدولة مؤسسات، تضمن الحريات، والتعددية السياسية، وحرية الرأي والتعبير، والمساواة بين كل أفراد المجتمع، والقضاء على الطائفية، والفساد، والمحسوبيات، ومحاسبة كل من أجرم بحق سوريا، والسوريين. وإيمانا برسالته الإعلامية، سيبقى السوري اليوم الصوت المستقل، المراقب، والمتابع عن كثب لكل التطورات على الساحة السورية، ويدعم بالقلم كل إنجاز يصب في مصلحة سوريا، والسوريين، ويطرح نظرته في كل منعطف مفصلي، ويحذر من خطر كل مطب يهدد مصالح الوطن، كما كان منذ بدايته، بكل موضوعية، وحيادية، ومصداقية. نحن في السوري اليوم نشكر متابعينا لثقتهم ومثابرتهم على زيارة موقعهم، وهم يزدادون عددا يوما بعد يوم، ونعدهم بالمزيد، والتقدم دائما نحو الأفضل