"الفتنة أشد من القتل" لعن الله من أيقظها

شرطة الإدارة الجديدة تحمي المدن السورية
شرطة الإدارة الجديدة تحمي المدن السورية


 الأحداث المؤسفة التي وقعت في ريف طرطوس ومقتل 14 شرطيا بكمين من أتباع النظام البائد، إن نمت عن شيء فهي لا تنم إلا عن التحريض على الفتنة الطائفية في البلاد، وإثارة البلبلة فيها بقصد شد انتباه المجتمع الدولي إلى أن الإدارة الجديدة في البلاد تسعى لاضطهاد الأقليات وخاصة العلوية منها بهدف الانتقام. خاصة وأن أعين العالم تنصب على سوريا بعد سقوط الأسد الفار إلى حليفته موسكو. إن هذا العمل المدفوع من قوى أكبر من هؤلاء الذين قاموا به لا يخدم مصلحة الطائفة العلوية التي عبر شيوخها عن تأييدهم للثورة السورية، وأنهم ينضمون إلى الشعب السوري، ويدعمون إدارته الجديدة، وهذا الموقف يشكرون عليه فهو يندرج ضمن خط الوفاق الوطني الذي عبر عنه الشعب السوري ومنذ بداية الثورة وأنه ينبذ الطائفية، ويحترم الأقليات، ويعتبر أن الشعب السوري واحد، وسوريا لكل السوريين. إن سورية اليوم وبعد حوالي 61 سنة من حكم حزب البعث، والعائلة الأسدية التي اتخذته كواجهة سياسية، وصلت إلى حالة من التردي لا سابق لها، وهي تحتاج إلى سنوات عديدة من العناية المركزة لتعافيها، وعودتها كما كانت عليه قبل تسلط عائلة الطغاة الأسدية من الأخوين حافظ ورفعت إلى بشار وماهر، وأولاد العم، وأولاد الخال. هذه العائلة التي جرت سورية وشعبها إلى ويلات لا توصف، وأذاقت الشعب السوري مأسي لا بعدها ولا قبلها مآسي من الصعب وصفها، كان منها العزف على وتر الطائفية البغيضة والمقيتة والقاتلة من المستحيل تجاوزها بين ليلة وضحاها، والإدارة الجديدة ما انفكت من تكرار طمأنة كل الطوائف في سوريا بأنها لا تسعى للانتقام، ولا للتفرقة، وتحرص كل الحرص على ضمان السلم الأهلي، وحماية كل سوري مهما كان انتماؤه الديني والعرقي. رغم كل الآلام، والأحزان، والتشرد، والفقر، والجوع، والارتهان للخارج. إن من يعتقد أن بإثارة الفتنة والبلبلة بأنه سيحقق مكاسب يصبو إليها فهو خاطيء، لأنه سيكون من أول المتضررين، فالشعب السوري اليوم يأبى بكل فئاته العودة إلى الوراء، ويتطلع إلى غد أفضل. ومن يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية يخدم مصالح أجنبية خسرتها في سوريا، وقد عبرت عنها بتصريحات مسؤوليها. والأخطار التي تتهدد سورية اليوم معووف من يؤججها ويسعى إلى توسيعها عبر إثارة الفتن والسعي لتفتيت لحمة الشعب السوري، وإشغاله بمواجهات مسلحة، واضطرابات لتصل في نهاية الأمر إلى الحرب الأهلية التي إذا اندلعت لن تكون في مصلحة أحد، بل ستؤدي إلى القتل والدمار والتقسيم بدل التواؤم، والتعايش، والعمل لإعادة بناء سوريا الدولة، وسوريا الشعب، والعمل معا من أجل سورية العظيمة بوحدتها، وعزتها، وكرامتها، وازدهارها، وحريتها التي دفع الشعب السوري دمهم من أجلها