بيان من الشيخ حكمت الهجري حول أحداث جرمانا ينتقد الدولة السورية

السوري اليوم
الثلاثاء, 29 أبريل - 2025
الشيخ حكمت الهجري
الشيخ حكمت الهجري

في أعقاب التوترات الدامية التي شهدتها مدينة جرمانا بريف دمشق، أصدر الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، بياناً شديد اللهجة حمّل فيه “عصابات إرهابية تكفيرية” مسؤولية ما وصفه بـ”الاعتداء المقيت” على المدنيين.

اتهامات مباشرة وتحذير من الانقسام

قال الهجري إن “أيادي الغدر قتلت أبناء جرمانا”، مندداً بـ”الاعتداءات الإرهابية التي تهدف إلى شق الصف ونشر الفتنة والعنف”. وأشار إلى أن المجتمع بات منشغلاً بـ”التخوين والتكفير”، محذراً من تصاعد الفوضى وانفلات الخطاب الطائفي.

ودعا إلى وقف الإساءة للأديان والمعتقدات، معتبراً أن “نار الفتنة ستأكل الجميع”، محذّراً من استخدام الدين كأداة للصراع السياسي أو الطائفي.

انتقادات لاذعة للدولة السورية

في موقف لافت، وجه الهجري انتقادات مباشرة للأداء الحكومي، قائلاً إن “الشعب لم يجنِ حتى الآن ثمار الانتصار”، مضيفاً:

“لم يُعقد مؤتمر شعبي حرّ، ولا صيغ دستور يعكس تطلعات السوريين. لا نزال تحت وطأة فكر اللون الواحد والإقصاء”.

واعتبر أن “مفاسد النظام السابق لا تزال حاضرة، بل أكثر عمقاً وخطورة في ظل العناوين الطائفية التي يتم الترويج لها”، داعياً إلى بناء دولة قانون ومواطنة، وتطبيق العدالة الانتقالية بمعناها الشامل بعيداً عن الانتقام.

موقف مشيخة العقل: الفتنة تهدد الجميع

في المقابل، أصدرت مشيخة العقل، ممثلة بالشيخين يوسف جربوع وحمود الحناوي، بياناً أكدت فيه ضرورة “الاحتكام إلى العقل والإيمان” لمواجهة ما وصفته بـ”الفتنة الكبرى” التي تتعرض لها سوريا.

وأدان البيان “الأصوات النشاز التي أساءت للرسول الكريم”، واعتبرها “محاولات مأجورة لزرع الانقسام داخل المجتمع السوري”، مجدداً الالتزام بمبدأ “الدين لله والوطن للجميع”، والثقة بوحدة الشعب السوري في مواجهة الأزمات.

خلفية الأحداث: تسجيل صوتي وتوترات مسلحة

تأتي هذه المواقف عقب اشتباكات عنيفة شهدتها جرمانا، على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، يتضمن إساءة للنبي محمد، ما أدى إلى سقوط 13 قتيلاً، وسط تضارب الروايات بشأن هوية المهاجمين وطبيعة الاشتباك.

وتعيش المدينة حالة من التوتر الأمني والتعبئة الشعبية، وسط دعوات لتهدئة الأوضاع وفتح تحقيق رسمي في ملابسات ما جرى.