تعتبر ثورة الموحدين في جبل العرب حالة تختلف عن ثورة السوريين في العام2011 فهي انطلقت بعد 12 سنة من الانطلاقة الأولى، لكن الموحدين في تلك الفترة لم ينخرطوا في الأعمال الإجرامية للنظام بقتل أهل السنة. بل رفضوا تجنيد شبابهم في الجيش كي لا يزج بهم في جبهات القتال ضد أخوانهم، وهذا موقف مشرف يحسب لهم، كما أن هذه الثورة التي انطلقت بعد أن أجرم النظام بحق بعض أفراد الطائفة وقام باغتيال العديد منهم وعلى رأسهم وحيد البلعوس مؤسس "حركة رجال الكرامة"، وكان سببا في رفع أسعار المحروقات، تتميز بأن لها قيادة روحية تمثلت بشيخ العقل حكمت الهجري، على عكس ثورة السنة التي انطلقت عفويا دون قيادة أو تنسيق وربما كان هذا سببا في تشتيتها. فالقيادة الحكيمة في الثورات ضرورية جدا للحفاظ على زخمها وتوجيهها وتحديد مطالبها، والتواصل مع الآخر. والمطالب التي طالبت بها ثورة السنة: إسقاط النظام، وتطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 هي نفس مطالب ثورة الموحدين، ولكن أضاف شيخ العقل الهجري المطالبة بطرد الإيرانيين وحزب الله من سوريا واعتبرهم كمحتلين لسوريا ولا بد من تحرير سوريا منهم، وهذا المطلب الإضافي جاء بعد أن استنجد بشار الأسد بإيران وميليشياتها الطائفية في العام 2013 ثم بالروس في العام 2015، واليوم بعد ثورة الموحدين ذهب ليستنجد بالصينيين. نقطة أخرى تتميز بها ثورة الموحدين أن لها صوتا إعلاميا تمثل بشبكتي "السويداء 24" و "الراصد". فهاتان الشبكتان تواكبان كل الحراك الثوري وتوثقه صوتا وصورة وتبثه على كل وسائل التواصل الاجتماعي كإعلام بديل. وأثارت اهتمام الإعلام المحلي والعربي والأجنبي وأصبحتا مصدران للخبر. وهذا ما كان ينقص "المجلس الوطني السوري" والآن الإئتلاف الوطني لقوى الثورة" فالصوت الإعلامي مهم جدا لمواكبة الثورة، وكل ثورات العالم كان لها وسيلة إعلامية تتحدث باسمها لتوثيق الحدث وتأكيد مصداقيته، وتفنيد أكاذيب النظام الذي يبث أخبارا كاذبة وملفقة لبث البلبلة والفتنة. هذه الهزة الارتدادية للثورة في جبل العرب حيرت النظام ووضعته في موقف حرج إزاء الدول التي طبعت علاقاتها معه بعد أن قدم نفسه كمنتصر على "الإرهابيين" حسب وصفه للثوار، فهل يتجرأ اليوم أن يصف الموحدين بالإرهابيين؟