الصهيونية آخر الإيديولوجيات الشريرة

يهود الحريديم
يهود الحريديم


شهد العالم في القرنين الماضيين بروز ما يسمى بعصر القوميات والإيديولوجيات، فمع نشوء "الدولة ـ الأمة" ظهر معها بروز الإيديولوجيات: الشيوعية (بفروعها المختلفة من ماركسية لينينية، وماوية، وتروتسكية،) الاشتراكية، النازية، الفاشية، القومية العربية. الصهيونية.وسواها، وقد عملت هذه الإيديولوجيات على تأجيج الصراعات المحلية والدولية، وحاولت كل إيديولوجية أن تسيطر على الأخرى ومحوها من الوجود، وهذا ما حصل مع الشيوعية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ومع النازية والفاشية في ألمانيا وإيطاليا، وهذا ما حصل أيضا للقومية العربية، فأين حزب البعث اليوم بعد أن دمر سوريا والعراق؟ وأين النازية والفاشية اللتان دمرتا ألمانيا وإيطاليا وأكثر من بلد أوربي؟، وأين الشيوعية التي جعلت من الشعوب السوفييتية أفقر شعوب في أوربا؟ القرن الواحد والعشرين يعتبر القرن الذي شهد زوال الإيديولوجيات ما عدا واحدة، وهي الأخيرة: الصهيونية.
لقد نشأت الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر على مبدأ ديني تاريخي سياسي: أي توراتي، وأن اليهود شعب الله المختار ولابد من العودة إلى أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بها. هذه الإيديولوجية التي صمدت خلال قرن ونيف بفضل التجييش والقوة العسكرية والتمدد في الأرض العربية عبر الحروب المتتالية، تبدو اليوم تعيش فترة انحسار بل ورفض من قبل بعض اليهود أنفسهم
الحاخام دوف لاندو الحريدي الليطائي، وهو يتحدث مع حاخامات منظمة “قلب يسمع” عن مكانة طلاب المدارس الدينية و”موقفه من شتى المواضيع”، كما كتب في موقع “ميدان السبت” الذي تم عرض التسجيل فيه. وهو يقول: “الأفضل هو أن يسيطر العرب هنا. لو فعلوا لكانوا سيحترموهم. ربما نعيش بشكل جيد بدون دولة مع العرب، ولكن الصهيونية جلبت لنا الكوارث. في “الصهيونية الدينية” يُقتلون لأن حاخاماتهم يعلمونهم توراة مشوهة… من يعرف الفكرة الصهيونية، التي كانت ذات يوم حركة أبناء عكيفا، ما زالت موجودة حتى الآن ولكني لا أتمنى لهم أي بركة. شعارهم كان… ليس خالق العالم وليست التوراة، بل “أرض إسرائيل لشعب إسرائيل…”، وعن دولة إسرائيل، قال: “الصهيونية كانت وكأنهم سينقذون الشعب اليهودي، جلبوا وابلاً من الكوارث المادية. العرب لم يكرهونا جداً ذات يوم في العالم كله”.
وسئم من الخطاب العسكري، ويدعو إلى التعايش مع العرب في قطعة الأرض الصغيرة هذه. إن دعم الأحزاب المتشددة للتسوية السياسية بعيدة المدى مع الفلسطينيين ستقلل الحاجة إلى الخدمة العسكرية وتحررنا جميعنا من النضال قصير النظر من أجل المساواة في تحمل العبء.
الحريديم الحقيقيون، غير معنيين بالاستيطان في قطاع غزة، والحرم شيء غريب بالنسبة لهم. لا تتخلوا عنهم وترمونهم في يد بن غفير. هم شركاؤنا، وليس من يرتدون القبعات المنسوجة.
عنات كام. هذه بداية التفكك فاليهود سئموا الحروب من أجل دولة وعدتهم بالعيش بسلام كيهود مضطهدين فإذا بهم يزجون في حروب لا نهاية لها، ولا أفق لسلام دائم مع العرب المحيطين بهم، وأظهرت عملية طوفان الأقصى أن الفلسطينين لن يتخلوا عن أرضهم ومستعدون للتضحية مهما طال الزمن وفهم اليهود أن الصهيونية لا تضمن وجودهم إلا بمحو الوجود الفلسطيني وهذا لن يحصل حتى لو استخدم الجيش الإسرائيلي كل أسلحة أمريكا الفتاكة وغزة شاهدة على ذلك