أصدرت منصة "كورسيرا"، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، دليلاً جديداً بعنوان "سد الفجوة بين الجنسين في مهارات الذكاء الاصطناعي التوليدي"، والذي يهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في هذا المجال سريع التطور. يستعرض الدليل استراتيجيات عملية لتمكين النساء من اكتساب المهارات المطلوبة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى بناء بيئة أكثر إنصافاً تشمل الجميع.
تشير الإحصاءات إلى أن النساء يمثلن حالياً 32% من المسجلين في دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستوى العالم على منصة "كورسيرا"، بينما تصل هذه النسبة في دولة الإمارات إلى 23.8% فقط. وعلى الرغم من الجهود المستمرة لزيادة مشاركة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإن التفاوت لا يزال قائماً، مما يستلزم استراتيجيات أكثر استهدافاً لضمان الوصول العادل إلى فرص التعلم والتمكين المهني في مجال الذكاء الاصطناعي.
أهمية التمكين الرقمي للنساء السوريات
مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف المجالات، يمكن للنساء السوريات تحقيق مكاسب كبيرة من خلال التمكين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. في ظل التحديات التي تواجه المرأة السورية، سواء داخل سوريا أو في بلدان اللجوء، يمثل الوصول إلى التعليم الرقمي فرصة حقيقية لتمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً. فمن خلال تطوير مهاراتهن في الذكاء الاصطناعي، يمكن للنساء السوريات دخول سوق العمل الرقمي، مما يتيح لهن فرصاً وظيفية مرنة تتجاوز القيود الجغرافية والاقتصادية.
العقبات التي تواجه المرأة السورية في التكنولوجيا
رغم الفرص الواعدة، تواجه النساء السوريات عدداً من العقبات في طريقهن نحو التمكين الرقمي، منها:
• نقص الوصول إلى التعليم الرقمي: تفتقر العديد من النساء إلى الإنترنت الموثوق والبنية التحتية التكنولوجية اللازمة لاكتساب المهارات الرقمية.
• التحديات الثقافية والاجتماعية: قد يواجهن مقاومة اجتماعية تجاه مشاركة المرأة في مجالات التكنولوجيا والعمل عبر الإنترنت.
• محدودية الوقت والموارد: المسؤوليات الأسرية وضغوط الحياة اليومية قد تعيق قدرة المرأة على استثمار الوقت والجهد في التعلم والتطوير المهني.
الطريق إلى التغيير: كيف يمكن دعم المرأة السورية؟
لمعالجة هذه التحديات، يجب اتخاذ عدة خطوات لضمان استفادة المرأة السورية من ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي، منها:
1. توفير فرص تعلم مجانية أو مدعومة: دعم مبادرات التعلم عبر الإنترنت من خلال منح دراسية ودورات مجانية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
2. إيجاد بيئة تشجيعية ومجتمعات داعمة: إنشاء منصات تربط النساء السوريات بموجهين وخبراء لمساعدتهن في رحلتهن التعليمية والمهنية.
3. تعزيز الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي: تسليط الضوء على الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي للنساء، سواء في العمل الحر أو في وظائف تعتمد على المهارات الرقمية.
التمكين من أجل المستقبل
مع تزايد الاهتمام العالمي بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يعد تمكين النساء، ولا سيما السوريات، في هذا المجال خطوة حاسمة نحو تحقيق المساواة الاقتصادية والاجتماعية. إن ضمان مشاركة المرأة في الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد قضية إنصاف، بل هو أيضاً عامل رئيسي في تحفيز الابتكار وبناء مجتمعات أكثر استدامة.
في هذا السياق، تؤكد الدكتورة ألكسندرا أوربان، رئيسة أبحاث علوم التعلم في "كورسيرا": "إن القوى العاملة المتنوعة والشاملة في مجال التكنولوجيا تعد ضرورية لدفع الابتكار. ورغم التقدم، لا يزال تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي يشكل أولوية ملحة لضمان مشاركة أوسع في الاقتصاد الرقمي."
مع استمرار الجهود لدعم مشاركة المرأة في التكنولوجيا، سيكون للنساء السوريات دور محوري في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي، مما يفتح أمامهن آفاقاً جديدة للتعليم والعمل والابتكار.