في أجواء مشحونة سياسيًا... "جمعية محبي الشيخ إمام" تحيي أمسية فنية وطنية تتحدى النسيان

السوري اليوم
الاثنين, 7 يوليو - 2025
علم فلسطين مرفوعا أثناء الحفل
علم فلسطين مرفوعا أثناء الحفل


القاهرة – في ظل مناخ سياسي تزداد فيه الضغوط على الأصوات المتضامنة مع القضية الفلسطينية والرافضة للتطبيع، نظّمت جمعية محبي الشيخ إمام ليلة فنية استثنائية في مسرح  الجيزويت مساء أمس، استعاد فيها الحاضر صوتًا من الماضي ما زال نابضًا بالحياة: الشيخ إمام، صوت الفقراء والمناضلين والمهمّشين.

وشهدت الأمسية حضورًا لافتًا من جيل الشباب، الذين شاركوا بحماس واضح في ترديد الأغاني الأيقونية التي ألّفها أحمد فؤاد نجم ولحّنها الشيخ إمام، والتي شكّلت وجدان أجيال كاملة من العرب في لحظات التحدي والكرامة. وتصدرت الأغاني التي تم تقديمها خلال الأمسية تلك التي تمجد صمود الشعب الفلسطيني، مثل "يا فلسطينية" و*"الخط ده خطي"*، إلى جانب أغانٍ أخرى حملت مضامين الرفض، والمقاومة، والعدالة الاجتماعية.

لم يكن الحفل مجرد مناسبة غنائية، بل لحظة التقاء نادرة بين وجدان سياسي قلق، وحنين ثقافي متجدد، حيث بدت القاعة وكأنها فضاء مفتوح للتنفس بحرية في وقت تتقلص فيه مساحات التعبير. وأظهر تفاعل الشباب مع الأغاني التي كُتبت قبل أكثر من خمسين عامًا أن الإرث الفني المقاوم ما زال حاضرًا ومُلهمًا، حتى في سياقات اختلفت أدوات القمع فيها لكن لم تتغير أسئلتها الكبرى.

وقال أحد المنظمين إن هذه الليلة جاءت "لتؤكد أن الفن الملتزم لا يموت، وأن ذاكرة الناس لا تمحوها الضغوط ولا تُروّضها حملات النسيان"، مشيرًا إلى أن الحفل لا يحمل طابعًا سياسيًا مباشرًا، لكنه يعكس في جوهره حالة وجدانية مشتركة بين الناس في هذه اللحظة المفصلية.

وتُعتبر جمعية محبي الشيخ إمام من المبادرات الثقافية التي تسعى للحفاظ على تراث هذا الفنان الاستثنائي، الذي تحوّلت أغانيه إلى رموز في سجل الوعي السياسي المصري والعربي، لا سيما ما يتعلق منها بقضايا فلسطين والعدالة الاجتماعية والتضامن الشعبي.

في الوقت الذي تخبو فيه كثير من الأصوات، بدا حفل الشيخ إمام مساء أمس بمثابة تذكير حي بأن بعض الألحان لا تفقد قدرتها على المقاومة، بل تزداد وضوحًا كلما اشتد الغبار حولها.