نقابة المهندسين السوريين تعلن بدء إعداد أول كود وطني لتقنية BIM تمهيداً لإعادة إعمار شاملة ومستدامة

في خطوة مفصلية نحو إعادة إعمار سوريا بأسس عصرية ومستدامة، أعلنت نقابة المهندسين السوريين عن تشكيل لجنة متخصصة لإعداد أول كود سوري لنمذجة معلومات البناء (BIM)، وذلك ضمن رؤية وطنية تسعى لتحديث قطاع البناء وتجاوز آثار الحرب عبر أدوات تكنولوجية متقدمة.

وأكد نقيب المهندسين، المهندس مالك حاج علي، في تصريح لوكالة سانا، أن تبني تقنية الـ BIM بات ضرورة استراتيجية، خاصة في مرحلة ما بعد التحرير، حيث يواجه قطاع البناء تحديات كبيرة تتطلب حلولاً متكاملة وفعّالة. وأوضح أن الكود الجديد سيشكّل مرجعية تقنية وهندسية لإدارة مشاريع الإعمار بكفاءة عالية، من خلال التوظيف الذكي للبيانات والموارد، والحد من الهدر، وتحقيق الشفافية والدقة في التنفيذ.

وأشار حاج علي إلى أن الخطة التنفيذية تشمل مراحل عدة، تبدأ بإعداد كود BIM محلي يستند إلى المعايير الدولية ويُكيَّف وفق خصوصيات الواقع السوري، إلى جانب تطوير معايير وطنية للتحليل والتخطيط، واستخدام تقنيات المسح والنمذجة الرقمية لتقييم الأضرار بدقة، وتوثيق البنية التحتية ضمن قاعدة بيانات مركزية شاملة.

كما ستشمل الخطوات القادمة إطلاق مشاريع تجريبية، وتقييم النتائج، وبناء قدرات الكوادر الوطنية عبر برامج تدريبية متخصصة، إضافة إلى وضع إطار قانوني وتنظيمي لتبني التقنية ضمن المؤسسات العامة والخاصة.

وتعد تقنية BIM (Building Information Modeling) من الأدوات الرائدة عالمياً في إدارة المشاريع العمرانية والهندسية، حيث تتيح إنشاء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد يحتوي على معلومات تفصيلية حول كل مراحل المشروع، من التصميم وحتى التشغيل والصيانة.

وبغياب كود وطني رسمي حتى الآن، يعتمد المهندسون السوريون على نماذج ومعايير دولية، ما يجعل إصدار كود BIM سوري خطوة جوهرية نحو امتلاك أدوات محلية فاعلة لإعادة الإعمار على أسس علمية وتكنولوجية متقدمة.