لا زالت قصة قبل 60 عاما، مليئة بالتفاصيل الغامضة، إذ أكدت أرملته نادية كوهين أنها لن تغفر للموساد تفريطه بزوجها، والنظر إليه باعتباره "أداة لهم" للحصول على المعلومات الأمنية فقط.
الكاتب في صحيفة معاريف الإسرائيلية دودي فاتيمر٬ نقل عن أرملة كوهين، المُلقب بـ"رجلنا في سوريا"، وتم إعدامه في دمشق عام 1965، كشف أن بلدية هرتسليا أقامت له متحفاً باسمه، يعرض كل ما يخصه، وما كتب عنه، مستعرضا تاريخ حياته، منذ جذوره العائلية في سوريا، مروراً بمصر، والهجرة لإسرائيل، والعائلة التي أسسها، والطريق الاستخباراتي الذي سلكه، حتى أصبح كجاسوس إسرائيلي من أكثر الأشخاص تأثيراً في العالم.
وأشارت أن "كوهين ولد قبل 100 عام بالضبط، في 6 ديسمبر 1924، في الإسكندرية بمصر، لعائلة لديها ثمانية أولاد، هاجر والداه من حلب في سوريا، وتلقى تعليمه عن الصهيونية، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية اليهودية بالإسكندرية، تم قبوله لدراسة الإلكترونيات بجامعتها، وفي 1944 انضم للحركة الصهيونية والماسونية، وبدأت اتصالاته مع المخابرات الإسرائيلية منذ 1952، بطلب منها، ضمن فرقة "الأعمال الفظيعة" التي دأبت على تنفيذ عمليات إرهابية سرية في مصر".
وأضافت أن "كوهين استأجر غرفة في الإسكندرية، وتم استجوابه في مصر لعلاقته بالفرقة، وتم القبض على بعضهم وإعدامهم، لكن تمت تبرئته من شبهة التجسس ضد مصر، وفي 1957، بعد تدهور وضع اليهود المصريين بعد عملية قادش، هاجر لإسرائيل مع عائلته، وعاش بمدينة "بات يام"، وبدأ بترجمة الصحف العربية ضمن عمله بجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان".
وأوضحت أنهما "في 1959 تزوجا معاً، وهي اليهودية المهاجرة من العراق، وفي 1960، بدأ يتدرب كوهين على العمل جاسوساً في الموساد، ضمن مشروع سري للحكومة، وأخبرها أنه يسافر للأرجنتين للعمل لجلب قطع غيار للأسلحة الإسرائيلية، لكنه في الحقيقة بدأ يبني شخصيته باسم "كمال أمين ثابت" رجل الأعمال السوري،
وكشفت أن "كوهين في رحلته الثانية دخل سوريا بالفعل، وفي يناير 1962 وصل دمشق تحت ستار مواطن سوري عائد لوطنه بعد سنوات في الغربة، واستأجر شقة قرب مقر هيئة الأركان العامة السورية، وبدأ يصادق شخصيات من النخبة العسكرية والسياسية، وبمرور الوقت، حصل منهم على معلومات حساسة نقلها للموساد".
ونقل عن أرملته أنه "بعد ستين عاما على إعدامه، فما زلت غاضبة ومليئة بالهجوم ضد الموساد، لأنه حتى عندما كانت حياته في خطر حقيقي، ومشغّلوه يعرفون ذلك، لم يشعروا بالأسف عليه، ونظروا إليه "بقرة حلوب" في جمع المعلومات، ولم يعودوا ينظر لرغباته في تربية أسرته، بدليل أنه في رحلته الأخيرة لدمشق ذهب ضد إرادته، وأجبروه حينها على إيصال رسائل كثيرة، وأثقلوه بمهام صعبة
وأوضحت أنه في "24 كانون الثان/يناير 1965، أعلنت سوريا رسمياً اعتقاله، وبعد شهر، بدأت محاكمته خلف أبواب مغلقة، وتم تحرير جزء منها، وعرضه على شاشة التلفزيون، ولم يتهم حينها بالتجسس، بل بجريمة أقل خطورة، وهي دخول منطقة محظورة على المواطنين، حيث يواجه مرتكبوها بموجب القانون السوري، عقوبة الإعدام، لكن سبب عدم إدانته بالتجسس هو خوف كبار المسؤولين السوريين أن تكشف المحاكمة فشلهم بالحفاظ على أمن الدولة".
وأشارت أنه "في 18 أيار/مايو 1965، تم شنقه في ساحة المرجة بدمشق أمام المارة وهو ابن 40 عاما، ودُفن فيها، ولم يستجب السوريون لطلب إحضار جثمانه لدفنه في إسرائيل،