أعلنت وكالات الاستخبارات الأمريكية يوم الاثنين أن إيران مسؤولة عن اختراق حملة الرئيس السابق دونالد ترامب ومحاولة اختراق حملة بايدن-هاريس. جاء هذا الإعلان بعد أيام من كشف مستشار ترامب السابق، روجر جيه ستون، عن تعرض حساباته على Hotmail وGmail للاختراق، مما سمح للمتسللين الإيرانيين بانتحال شخصيته والوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني لمساعدي الحملة.
يُعتبر هذا الإعلان المؤشر الأكثر وضوحاً حتى الآن على تدخل أجهزة الاستخبارات الأجنبية في انتخابات عام 2024، في ظل تصاعد الاستقطاب الحزبي في الداخل والتوترات المتزايدة في الخارج بين طهران وإسرائيل، إلى جانب حلفائها الدوليين، بما في ذلك أمريكا.
في بيان مشترك، قال مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالي، مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية: “تسعى إيران إلى إثارة الفتنة وتقويض الثقة في مؤسساتنا الديمقراطية”. وأضافوا أن إيران أظهرت اهتماماً طويل الأمد باستغلال التوترات المجتمعية من خلال وسائل مختلفة.
لم يقدم البيان المشترك أي تفاصيل جديدة بشأن الهجمات، كما لم يحدد كيفية علم الوكالات بأن إيران مسؤولة عن هذه الهجمات. ومع ذلك، أعربت وكالات الاستخبارات الأمريكية عن ثقتها في أن الإيرانيين استخدموا “الهندسة الاجتماعية”، عبر التظاهر بأنهم أعضاء موثوق بهم للوصول إلى الاتصالات الداخلية للحملات الرئاسية في كلا الحزبين.
وأشار المسؤولون إلى أن هذا النهج ليس جديداً، حيث سبق لإيران وروسيا استخدام هذه التكتيكات في الانتخابات الفيدرالية الأمريكية السابقة، وأيضاً في دول أخرى حول العالم.
على الرغم من عدم تحديد النتيجة التي قد تفضلها إيران في الانتخابات الأمريكية، فإن المسؤولين أشاروا إلى تزايد عدوانية الحكومة الإيرانية في الأشهر الأخيرة، حيث ترى أن نتيجة الانتخابات الأمريكية “ذات أهمية خاصة” لمصالح أمنها القومي.
حث مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني مستخدمي البريد الإلكتروني على تعزيز كلمات المرور، تثبيت تحديثات البرامج، وتجنب فتح المرفقات المشبوهة، كما دعا إلى تنبيه مسؤولي إنفاذ القانون إلى أي محاولات قرصنة محتملة.
قبل أسبوع، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يحقق في “اختراق إلكتروني لحملة انتخابية”، بعد أيام من تأكيد ترامب أن إيران استهدفت حملته. بينما لم يذكر المكتب إيران أو ترامب بشكل محدد في ذلك الوقت، يبدو أن المحققين كانوا يفحصون أيضاً محاولة للتسلل إلى حسابات مرتبطة بحملة بايدن-هاريس.
رغم أن توقيت المحاولة غير واضح، إلا أن المسؤولين أشاروا إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى نجاح الجهود. وأضاف مسؤول في حملة هاريس أن فريقها، الذي يراقب التهديدات السيبرانية بعناية، ليس على علم بأي خرق لأنظمته.