من استخراج شهادات ميلاد إلى شهادات وفاة: مأساة محمد أبو القمصان في غزة

السوري اليوم
الأربعاء, 14 أغسطس - 2024
والد الطفلين محمد أبو القمصان
والد الطفلين محمد أبو القمصان

خرج محمد أبو القمصان من منزله في دير البلح بقطاع غزة يوم السبت لاستخراج شهادتي ميلاد لطفليه التوأم. ولكنه عاد ليجد نفسه في ثلاجة الموتى، حيث نقلت جثث توأميه، وزوجته، ووالدتها بعد قصف إسرائيلي طال المنزل وقتلهم جميعاً.

يروي أبو القمصان لوكالة فرانس برس، “كنت ذاهباً لاستخراج شهادتي الميلاد. ولدا في 10 آب 2024”. ويضيف من خيمة لجأ إليها في منطقة المواصي، “كانت شهادتا الميلاد في يدي، وكانت زوجتي تريد أن تسميهما آسر وآيسل. كنت عائداً لأريها الوثيقتين”.


يحاول حبس دموعه ويقول، “لكن قيل لي إنها في ثلاجة الموتى”. وفقاً لأبو القمصان، استُهدفوا في شقة كانت تقع في منطقة وصفها بأنها آمنة، بتاريخ 13 آب، بعد ثلاثة أيام فقط من ولادة الطفلين.

الشقة التي كان يسكنها أبو القمصان وعائلته في الطابق الخامس من مبنى في دير البلح تحولت إلى كومة من الركام نتيجة الغارة الإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “ليس على علم بهذا الحادث”.

يقول أبو القمصان الذي انتشرت مقاطع فيديو توثق قصته على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تلقيه نبأ مقتل توأمه وزوجته، “لم أتمكن من رؤية الجثث”. ينظر بحزن إلى شهادتي الميلاد وملابس التوأمين التي نجت من القصف، ويقول وهو يحمل ملابس زهرية “هذه كانت لآيسل”، ويضع شهادتي الميلاد فوق ملابس أخرى صفراء.

تزوج أبو القمصان بجمانة عرفة في 20 تموز 2023. ويقول “أحب الأطفال كثيراً”. على حسابها في منصة فيسبوك، كانت جمانة ترد على التهاني بولادة التوأم. وكانت بين التهاني تعليق من هالة جودة التي كتبت “الحمدلله على سلامتك ومبارك التوأم”.

إلى جانب زوجته وطفليه، قتلت في الغارة أيضاً والدة عرفة. كانت جمانة عرفة طبيبة لم تتوقف عن العمل خلال حملها، وكان زوجها يخشى عليها من التعرّض “لنزيف بسبب النزوح من مكان إلى مكان”. ويضيف، “كانت تخدم الناس والمرضى، كانت تذهب لخدمة الناس والمرضى وتقديم استشارات”.

يتساءل أبو القمصان، “لماذا قُتلوا بهذا الشكل؟ لماذا استُهدف البيت؟”، مؤكداً أن المنزل كان في منطقة آمنة ولم يكن هناك أي عمل عسكري أو نشاط لتنظيمات، ولم يحصل أي إنذار بعملية القصف.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم نفّذته حماس في 7 تشرين الأول على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1198 شخصاً، كما اختُطف 251 شخصاً، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

أسفرت الغارات الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 39965 شخصاً على الأقل، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس. قُتلت عائلات بكاملها. يقول أبو القمصان إنه فقد العديد من أفراد عائلته وأصدقائه، وأفاد بأن “والدتي وإخوتي نقلوا للعلاج في مصر، ولم يبق لي سوى شقيقتي في غزة”. ينظر مجدداً إلى شهادتي الميلاد قائلاً، “في اليوم نفسه الذي استخرجت فيه هاتين الشهادتين، تقدمت بطلب للحصول على شهادات الوفاة”.