شهدت بريطانيا سلسلة من الاحتجاجات العنيفة في عدة مدن كبرى خلال الأيام الأخيرة، مما أسفر عن تخريب المباني، إصابة رجال الشرطة، وإشعال حرائق، في واحدة من أسوأ موجات الاضطرابات التي ضربت البلاد منذ أكثر من عقد.
وألقى رئيس الوزراء كير ستارمر باللوم على “البلطجة اليمينية المتطرفة”، متعهداً بتقديم المشاركين إلى العدالة. وأعلنت الشرطة عن اعتقال نحو 150 شخصاً منذ يوم السبت بعد اشتباكات متعددة مع المتظاهرين.
اندلعت الاحتجاجات جزئياً بسبب شائعات كاذبة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن هجوماً بسكين في مدينة ساوثبورت شمالي إنكلترا، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال، كان من تنفيذ مهاجر مسلم غير موثق. ورغم أن الشرطة أكدت أن المشتبه به هو شاب وُلد في ويلز، إلا أن الشائعات استمرت في الانتشار، مما أثار غضب المتظاهرين.
امتدت أعمال العنف إلى مدن أخرى، بما في ذلك ليفربول ومانشستر وبلفاست، حيث تم تسجيل أعمال تخريب وحرق لمبانٍ، بما في ذلك مكتبات ومراكز شرطة وفنادق يُعتقد أنها تأوي طالبي اللجوء.
وفيما تصاعد العنف، وعدت وزارة الداخلية البريطانية بتعزيز الأمن في المساجد، واستعانت بالمدعين العامين لتوجيه الاتهامات بسرعة للمعتقلين. وقالت السلطات إن العنف كان مدفوعاً بالتضليل عبر الإنترنت، وأن المتظاهرين كانوا يستجيبون لمعلومات خاطئة حول الهجرة.
وأعرب نايجل فاراج، رئيس حزب الإصلاح المناهض للهجرة، عن استنكاره للعنف، داعياً إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين.
وتعهد رئيس الوزراء ستارمر بمحاكمة المتورطين في أعمال العنف، مؤكداً أن هؤلاء الغوغاء لا يمثلون البلاد.