تبرئة بشار الأسد يتزامن مع حملات التطبيع
يعرض على شاشة العربي 2 وتلفزيون سوريا، مسلسل ابتسم ايها الجنرال وهو مسلسل يتناول حياة بشار الاسد وأخيه ماهر وممارستهما السلطة وكيف تم توليهما السلطة، على الرغم من أن صناع العمل نوهوا الى أن شخصيات العمل لا علاقة لها بالواقع وهي من نسج الخيال، إلا أنها الحقيقة التي بات جميع السوريين يعرفونها، وقد يكون وضع العبارة في الشارة هي للتهرب من اي مساءلة قانونية، كي تعفي الشركة المنتجة ميتا فورا من أية مساءلة، نظرا لغياب الوثائق التاريخية التي تستند إليها، والتي تعطيها الحق في طرح العمل دراميا.
من المبكر والتسرع اخضاع العمل إلى النقد الفني والدرامي على الصعيدين المقولة والشكل حتى يكتمل بث العمل، لكن لابد من تسجيل الملاحظات الأولية من خلال الحلقات الست التي عرضت:
- في الوقت الذي ينتظر السوريون عملا دراميا يحاكي معاناتهم الكبرى وقضيتهم بكل ما تحمله من آماني و خيبات و انكسارات، وضرورة المواصلة في ظرف بات العالم يغازل الجنرال غير المبتسم، نفاجأ بعمل يعيد المقولات المموجة عن توريث السلطة في سوريا، وعلاقة ماهر بأخيه بشار في حكم سوريا، والبداية ليست من حدث الثورة، بل من اعلان وضاح بصورة كاريكاتورية وعبر حفل يجمع فيه الضباط والمسؤولبن ليعلن عن علاقاته الجنسية بنساء هؤلاء القادة والمسؤولين ويضع قائمة فيها اسم شقيقة الرئيس بشرى، ما الغرض الدرامي أو الفكري أو الفني، غير معروف؟ ثم يطالب باخراج سجين من أقبية بشار وماهر وحيدر رجل المخابرات، والسجين ليس معارضا أو يهدد الحكم لكنه مجرد زوج بشرى وكان عبدا للجنرال.
-هل ما يرويه المسلسل ومن الحلقات الأولى يعبر عن النظام السوري أم أنه ياخذ مقولات معروفة ويبنى عليها.
- اين الحدث في المسلسل وما هي الحبكة؟ وكأننا أمام فيلم وثائقي فيه معادلات بصرية لسد النقص في الصورة.
- في سوريا أحداث وممارسات خطيرة قام بها النظام لتخريب البلد، مثل صفقات الآثار التي كان يشرف عليها ماهر مباشرة، لماذا اختيار تفجير تحت القلعة واحداث زلزال لإعادة ترميمها، هل هي إشارة رمزية للدلالة على الفساد أم ماذا؟
- والسؤال المهم وسيجيب عنه المسلسل هل هناك تبرئة لبشار وأسماء، وتحميل المسؤولية لماهر وأمه؟ على الرغم من استبعاد مثل هذه الفرضية، الا أنها واردة من سياق المشاهد المعروضة والصورة التي يبدو عليها بشار؟ فقد بدت صورة بشار في المسلسل، صورة رجل الدولة عكس الواقع، وفي الحلقة العاشرة قام المسلسل بتبرئة بشار الأسد من دم رفيق الحريري الذي اغتيل في العام 2006، وقام المسلسل بتحميل المسؤولية لماهر الأسد، الذي غير الخطة من مقتل السفير الفرنسي ليقتل الحريري دون علم بشار وجماعته، الخط العام للمسلسل من خلال الحلقات التي تم عرضها هو تقديم صورة إيجابية لبشار الأسد، تتزامن مع الحراك العربي و الإقليمي مع نهج التطبيع مع نظام الأسد، والملفت حملات التطبيل التي سبقت و رافقت بث العمل، مثل دخوله للقصر وأنه سيحدث اشتباك عالمي و غيرها من الجمل التي يروجها جماعة ميتافورا و حتى الجزيرة، وهو مؤشر لانحدار الدراما التي لم يسعفها التطبيل، وكما قلنا النقد مؤجل الى نهاية العمل لأننا أمام دراما تاريخية وإن كان شخوصها أحياء، لأن الفترة التي تناولها المسلسل أصبحت محكومة بالوثيقة التاريخية و حالات السماح والمحظورات في التعامل مع الوثائق التاريخية.
- لماذا تغيب اللهجة الأم للجنرال ومعاونوه وتظهر اللهجة الحلبية والشامية على السنتهم، وهل عرض لهجة الساحل تسبب إحراجا لصاحب المشروع الاعلامي المنتج للعمل الذي يقف ضد الطائفية، وهل عرض اللهجة طائفية اصلا، أم من أجل المصداقية والواقعية، وإن كانوا ضد الواقعية، لماذا تناول موضوع واقعي ومؤلم وبالتسميات والشبه (الشبه بين أسماء والممثلة كبير) هي لعبة أم ذكاء، أم أنه ظن الذكاء.
واخيرا طالما أننا في عصر الحرية، وتلفزيون ينادي بالحرية هو وأصحابه لماذا هذا الهروب والخوف من تسمية الأشياء بسمياتها؟ ولماذا تغيب الثورة عن المسلسل من زاوية أنها حدث وحدث من الأحداث الكبرى، والتلفزيون المنتج للعمل هو من دعاة الثورة، عله فشل جديد بعد فشل وجوه وأماكن وبستان الشرق