أوهام موسكو تحاكي أوهام الاسد

بشار الأسد و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
بشار الأسد و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين


هل اصبحت السياسات أوهام ،أم أنها اوهام مقصودة لتحقيق اغراض خفية، أو تعبير عن عجز يترجم بالاقوال الغير قابلة للتحقيق، هي قصة الحراك السياسي، أو توهم الحراك السياسي اتجاه بشار الاسد للدخول في حل سياسي في سوريا، اذ أن بداية هذا الوهم بدأ مبكرا الشهر السادس 2012 عند صياغة بيان جنيف 1 ووردت عبارة تشكيل هيئة حكم انتقالية برضى الطرفين؟ كيف ستتحقق وبشار الاسد يعيش أوهام أنه سيعد سوريا الى ما قبل الثورة، وما تزال هذه الأوهام قائمة إذ وردت عبارة في سياق كلامه عن تركيا أعادة الوضع الى ما قبل 2011 و عاد لاتهام الثوار والشعب بالارهاب وحتى الدول الكبرى والصغرى والمتوسطة كلها ارهابية وتدعم الارهاب إلا تلك التي تدعمه وتعيد له حدود سوريا الى العام 2011 ؟ في استعارة من جملة لأبيه في مفاوضاته مع اسرائيل العودة لحدود السابع من حزيران 1967؟
وجد الأسد مجده في موسكو صحافة واستقبال جيد وإن كان من موظف عادي في روسيا، وبات يوزع أحكامه (اوهامه) على العالم كله وهو يعلم أن ارضاء موسكو لن يجعلها تعيش في أوهامه وستجبره على اللقاء بأردغان في حسابات روسية مصلحية و هذا اللقاء لن يطول وسيكون ضمن ايقاعات الانتخابات التركية، على الرغم من الأوهام التركية التي تجعلها تعتقد أنها ستحقق شيئا مع بشار الاسد إلا كسب اصوات الناخب التركي بأن هناك أملا لعودة السوري إلى بلده، فقد جاءت تصريحات المتحدث باسم الكرملين بيسكوف لتوكد هذا اللقاء وقال يوم الخميس الفائت بعد تصريحات الاسد: "بلاده تجري اتصالات للتحضير للقاء بين الرئيسين التركي والسوري، وبرر أن مثل هذا الاجتماع يجب أن تسبقه مجموعة واسعة من الاتصالات، وهذا العمل جار ومستمر؟ وإن حدثت أم لم تحدث فهي سياق الأوهام لأن الحلول تحتاج الى موافقة المعاقب الكبير.
اذا الاتصالات جارية واللقاء قادم ولن يفيد كثيرا بعد الانتخابات إلا في سياق التجاذبات الأقليمية، لكن تستمر الاوهام اذ يطالب الاسد بخروج القوات الأجنبية الامريكية و التركية على وجه الخصوص لأنها غير شرعية، وكل من يتعامل مع قوات أجنبية فهو خائن، هذه عقلية الأسد، وأما القوات الروسية والأيرانية التي قتلت مئات الآلاف ودمرت وسرقت المشاريع فهي قوات صديقة له ومن يتعامل معها ويمكنها من السيطرة و القتل وإقامة القواعد العسكرية و السيطرة على مقدرات البلد فهو عمل بطولي، يجب إقامة التماثيل له، وهنا ليست قضية أوهام إنما نسف للمعايير الوطنية و الإنسانية المترسخة في الاذهان، فالقوات الاجنبية جميعها اجنبية ويجب أن تخرج مع وجود حكومة وطنية وجيش وطني يدير البلاد، ولكن طالما طالما أن بورصة الأوهام قائمة فيستطيع أن يقول ما يشاء.
وتتسع بورصة الأوهام عند النظام و روسيا وايران و يعتقد هذا الثلاثي أن يستطيع أن يأخذ ما يريد وكأن شيء لم يحدث، وهم روسيا أن تستطيع تعويم بشار الأسد وتفك العزلة الدولية بوعود لتركيا و حركات بهلوانية يقوم بها عساكرها أمام بشار لتقنع الدول العربية و العالم أنه رئيس دون أن تقوم بافعال على الأرض، وتتوهم طهران أنها تستطيع أن تأخذ من السعودية هذا الاتفاق و تعهدها بعدم التدخل بالدول العربية ومنها سوريا بعد أن تضع هياكلها التي تسير بأمرها، ويتواهم النظام بالعودة الى حدود الحادي عشر بعد الألفين، وتطالب بوديعة تركية.
المعركة الحقيقة من يستطيع جره الى اللعبة السياسية الجادة و الحقيقة التي تستطيع أن تزيل العقوبات الدولية بعيدا عن الأوهام المريضة .