في موقف تصعيدي جديد قد يُعقّد فرص التفاهم النووي بين الولايات المتحدة وإيران، أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن بلاده لن توافق على أي اتفاق نووي لا يتضمن توقفًا تامًا لإيران عن تخصيب اليورانيوم، معتبرًا أن التخصيب داخل الأراضي الإيرانية يُشكل “تهديدًا لا يمكن التسامح معه”.
وجاءت تصريحات روبيو خلال مقابلة مع بودكاست “Honestly”، بثت في 3 أبريل، حيث أكد أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي يُعد أولوية استراتيجية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، مشددًا على أن واشنطن مستعدة لاستخدام “جميع الوسائل الممكنة” لتحقيق هذا الهدف، مع التأكيد على أن الدبلوماسية لا تزال الخيار المفضل.
تصلب المواقف يهدد استئناف المحادثات في عمان
وتأتي هذه التصريحات مع اقتراب الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين الطرفين، والمقررة في العاصمة الأردنية عمان، وسط أجواء مشحونة وخلافات حادة بشأن ملف التخصيب. ويرى مراقبون أن الهوة بين الطرفين لا تزال عميقة، ما قد يُعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر كما حدث في جولات سابقة.
وأكد روبيو في تصريحات إضافية نشرتها وزارة الخارجية الأميركية، أن الاتفاق النووي السابق كان “خطأً فادحًا” لأنه سمح لإيران بالاحتفاظ بقدرات تخصيبية، مطالبًا بتفكيك البرنامج النووي الإيراني كشرط مسبق لأي اتفاق جديد، واقتصار الأنشطة النووية على استيراد المواد لأغراض سلمية فقط.
رد إيراني: لا مساس بالسيادة
في المقابل، رفضت طهران بشدة الموقف الأميركي، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقچي، أن تخصيب اليورانيوم “حق سيادي غير قابل للتفاوض”، واصفًا التصريحات الأميركية بـ”المتناقضة وغير المنطقية”. ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني رفيع المستوى أن “التخصيب بنسبة صفر بالمئة مرفوض تمامًا”.
أنشطة سرية تُعمّق الشكوك
في سياق متصل، أثارت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قلقًا دوليًا، بعد كشفها عن بناء إيران أنفاقًا سرية قرب منشآت نووية، وتقييدها وصول المفتشين الدوليين. وعبّر المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، عن قلقه من تراجع الشفافية الإيرانية، معتبرًا أن هذه الأنشطة تزيد من تعقيد الموقف التفاوضي.
وأمام هذا التصعيد، دعا السيناتور الأميركي جون فترمن إلى توجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل الجهود الدبلوماسية، محذرًا من استمرار طهران في “المراوغة النووية”، على حد وصفه.
مخاوف من انهيار المسار الدبلوماسي
وتثير هذه التطورات المتسارعة مخاوف من انهيار المسار الدبلوماسي، خاصة في ظل التصريحات المتبادلة التي تُنذر بتصعيد إقليمي محتمل، في حال لم تنجح الأطراف في ردم الفجوة المتسعة بين مواقفها.