خامنئي يواجه الأزمات بالإعدامات: 22 ضحية في 3 أيام ورسائل ترهيب دامية

السوري اليوم - طهران
الأربعاء, 9 أبريل - 2025
صورة تعبيرية من إيران أثناء تجهيز مشنقة
صورة تعبيرية من إيران أثناء تجهيز مشنقة

في تصعيد دموي يعكس عمق المأزق الذي يعيشه النظام الإيراني، نفذت السلطات 22 حكم إعدام خلال ثلاثة أيام فقط، ما بين 7 و9 نيسان/أبريل، في عدة مدن إيرانية، أبرزها مشهد، قزلحصار، دزفول وكرمانشاه. وتضمنت القائمة خمسة سجناء سياسيين وثلاث نساء، وسط صمت دولي وانتقادات حادة من المعارضة.

تأتي هذه الموجة في وقت تتفاقم فيه الأزمات الداخلية والخارجية، في ظل العقوبات الاقتصادية والتدهور المعيشي والاحتجاجات الشعبية المتكررة. ويرى مراقبون أن المرشد الأعلى علي خامنئي يلجأ إلى الإعدامات كأداة لإرهاب الشارع وكبح أي تحرك جماهيري محتمل، فيما تقترب حصيلة الإعدامات في عهد الرئيس مسعود بزشكيان من الألف منذ أغسطس 2024.

إعدامات سياسية في مشهد: كتم الأصوات بالدم

في 8 نيسان، نُفذت أحكام الإعدام بحق خمسة سجناء سياسيين في سجن وكيل‌آباد بمشهد:

فرهاد شاكري، عبدالحكيم گرگيج، عبدالرحمن گرگيج، تاج محمد خرمالي، ومالك علي فدائي، بعد سنوات من التعذيب والاحتجاز منذ اعتقالهم في 2015. ورغم مناشدات سابقة للأمم المتحدة، لم يُتخذ أي إجراء لوقف تنفيذ الأحكام.

هؤلاء السجناء كانوا قد خضعوا لمحاكمات وصفتها منظمات حقوقية بأنها تفتقر للنزاهة القانونية، وشهدت انتهاكات واضحة، من بينها التعذيب الجسدي والنفسي، وتهديد عائلاتهم. وكانت المقاومة الإيرانية قد حذرت منذ أغسطس 2024 من نية تنفيذ الإعدامات، مطالبة بتدخل دولي عاجل.

ضحايا آخرون: نساء وشباب في طابور الموت

في اليوم ذاته، أُعدم خمسة سجناء آخرون في مشهد، بينهم ثلاث نساء، إلى جانب شابين هما أمير أحمد ثاني ومحمدرضا داميده.

في 7 أبريل، أُعدم كل من حميد عبدولي في دزفول، وسيد طه حسيني في بوكان، وشهرام گودرزي وطاهر شعباني في إليگودرز.

أما في 9 أبريل، فنُفذت الإعدامات بحق ثمانية أشخاص آخرين، منهم بهرام هداوندخاني وسالار أميرجلالي في قزلحصار، وشاب يبلغ من العمر 20 عامًا في گنبدكاووس.

الإعدامات كخيار سياسي

تعكس هذه الموجة الجديدة سياسة ممنهجة تستخدمها طهران في مواجهة الضغط الشعبي. حيث يرى النظام في تصعيد القمع والإعدامات وسيلة فعالة لإسكات الاحتجاجات وإرهاب المجتمع، خاصة مع تصاعد الغضب في الشارع الإيراني بعد انهيار اقتصادي متسارع وفشل في تنفيذ وعود الإصلاح.

لكن هذه المقاربة، بحسب محللين، تُظهر حجم التخبط وضعف السيطرة، أكثر مما تعكس هيبة النظام، كما أنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية مع تصاعد الغضب الشعبي وتنامي النشاط المعارض في الداخل والخارج.

خاتمة

مجزرة الإعدامات الأخيرة في إيران ليست مجرد أرقام، بل رسالة مرعبة موجهة للداخل والخارج. 22 شخصًا أُعدموا خلال ثلاثة أيام، بينهم نساء وسجناء سياسيون، في مشهد يُلخص ما تعيشه البلاد من قمع وسوء إدارة.

لكن الرهان على الرعب قد ينقلب ضد النظام ذاته، في بلد أصبح فيه الصمت أصعب من الاحتجاج.