مع اقتراب شهر آب، أطلقت الجمعية الفلكية السورية تحذيرات محتملة بشأن ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، متوقعة أن تصل إلى 50 درجة مئوية. هذه التوقعات تأتي في ضوء تأثيرات الاحتباس الحراري العالمية التي يزداد تأثيرها عاماً بعد عام.
وأشار رئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري لموقع أثر برس المقرب من النظام، إلى أن شهر آب يمثل ذروة الصيف في سوريا، مما يعني بالضرورة تسجيل درجات حرارة أعلى من أي وقت مضى. ولفت العصيري إلى أن المتابع للفروقات الحرارية بين شهري حزيران وتموز يلاحظ تصاعداً مستمراً في درجات الحرارة، مما يمهد الطريق لتوقعات بارتفاع غير مسبوق في شهر آب المقبل.
الاحتباس الحراري كظاهرة تؤثر بشكل عام على كل دول العالم، لم تستثن سوريا من آثارها. خلال الفترة الماضية، تم تسجيل درجات حرارة مرتفعة جداً في كثير من المناطق حول العالم، ولم تكن سوريا استثناءً. ففي العاصمة دمشق، تجاوزت درجات الحرارة 45 درجة مئوية، بينما سجلت مدينة الحسكة 47 درجة مئوية. هذه الأرقام تؤكد التوجه العام نحو ارتفاع متزايد في درجات الحرارة.
العصيري، وفي تصريحاته، أوضح أن المؤشرات الواضحة والعوامل الكثيرة التي تؤثر في الطقس تجعل من المتوقع والطبيعي أن تصل درجات الحرارة في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة في شهر آب. حيث أشار إلى أن الأرصاد الجوية تسجل درجات حرارة أعلى من المعدلات المعتادة بفارق يتراوح بين 3 إلى 5 درجات، ما يعزز من واقع التوقعات.
تستند هذه التوقعات إلى سلسلة من العوامل العلمية والمتغيرات المناخية التي تفاقم تأثير الاحتباس الحراري. فصليا الخريف والربيع يتناقصان تدريجياً بسبب هذا التغير، مما يجعل من فصل الصيف أكثر طولاً وحرارةً. وفقاً للعصيري، من الممكن أن يبقى فصل الصيف ممتداً حتى شهر أيلول، مع احتمالية استمرار الليالي الصيفية حتى في ذلك الشهر، ما يعد تغييراً ملحوظاً في النمط المناخي التقليدي.
تشير هذه المؤشرات إلى ضرورة التفكير بشكل جدي في كيفية التكيف مع هذه التغيرات المناخية وآثارها المحتملة على الحياة اليومية والبنية التحتية والموارد الطبيعية في البلاد. إن التحديات التي يفرضها ارتفاع درجات الحرارة تتطلب استجابات سريعة واستراتيجيات فعالة للتقليل من الأضرار وحماية سكان المناطق المتأثرة.
وبناءً على هذه المعطيات، يمكن القول أن موجة الحرارة المتوقعة في سوريا تشكل جزءاً من نمط عالمي واسع من ارتفاع درجات الحرارة. هذا التوجه يستدعي إجراءات دولية ومحلية للحد من آثار الاحتباس الحراري، بما في ذلك تقليل انبعاثات الكربون، وتبني تقنيات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي البيئي بين مختلف شرائح المجتمع.